لماذا درستَ الدكتوراه يا شيخ؟
لماذا درستَ الدكتوراه يا شيخ؟
[
[/l
حسن آل عمير -
حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة عربية مرموقة. حافظ لكتاب الله، متعمق في العلوم الشرعية، يحفظ مئات الأحاديث النبوية، يقرأ كل 3 أيام كتابًا، يحفظ قصائد عديدة من دواوين العصرَيْن الأموي والعباسي، فصيح، ويتحدث العربية برشاقة وروعة وإبداع.
يقدم 10 محاضرات فقط في الأسبوع!! اهتماماته انحصرت على بيته وطلابه!! يدخل المجلس وفيه ما لا يقل عن ثلاثين شخصًا، ويسمعهم يخوضون ويتحدثون في مواضيع يعد هو المتخصص الأول فيها، ولا يشارك حتى بعبارة واحدة، أو يذكر دليلاً يؤكد على عدم مصداقية مَن سيطروا على ذلك المجلس. يتناول وجبة العشاء، ثم يغادر من طاولة الطعام على سيارته!!
هناك فئة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الذين صرفت عليهم الدولة الملايين من الريالات، ويترقب المجتمع منهم رد الجميل بتطوير أفراد المجتمع، والمساهمة مع القطاعَيْن الحكومي والخاص في نقل مستوى الأداء إلى مستويات متقدمة، تواكب تطلعات الوطن وأبناء الوطن.. ولكن -للأسف- يكتفي بالحد الأدنى من الأداء الذي يضمن له الراتب الشهري، ويجاهد للحصول على كل البدلات التي تزيد دخله بغض النظر عن عدد الساعات والمجهود الذي يقدمه.
معرفته تزداد بشكل كبير نتيجة لكثرة اطلاعه، وحياته التي تحيطها الكتب والمجلدات والدوريات والمجلات العلمية.
ولكن تلك المعارف تدخل إلى خزنة عقلية، وتبقى محبوسة، لا يستفيد منها أحد بسبب عدم مشاركته تلك المعرفة والأبحاث مع كل من يحيط به، حتى طلابه لا يجدون منه إلا القليل من المعرفة المرتبطة بالملزمة الدراسية التي يدرِّسها لهم.
سؤالي لمن يتصف بتلك المواصفات: لماذا درست الدكتوراه يا شيخ!! لماذا لا نشاهد لك ذلك الأثر الواضح في بناء وتثقيف وتطوير مَن حولك؟
لماذا لا تتحدث وتكتب وتُسهم في تحديث وإصلاح المجتمع؟ لماذا توقف العطاء المعرفي؟ لماذا اكتفيت بعشر ساعات أسبوعية بينما لديك سنين ضوئية من المعرفة!!
العمر قصير، وأيامه تنصرم، ولا نعرف متى النهاية. اتخذ قرارك اليوم برد الجميل إلى وطنك، واجعل كل معرفة لديك تنطلق في المجال المناسب لها. امنح الجميع الرموز السرية لخزنة عقلك المعرفية، واجعلهم يستفيدون منك في كل مكان وزمان
صفحة جديدة 2