قال لنا مثلا ونسي أباه، قال أنا ابن القضية الفلسطينية وهي منه ومن أمثاله براء، إنه جمال ريان بوق الخيانة في قناة الجزيرة القطرية.
الرجل عاش طوال عمره يحاول الهروب من تاريخ والده الملوث بالخيانة عن طريق رفع شعارات براقة يحاول بها خداع الجمهور العربي، ولكن التاريخ لا ينسى والحقائق لا تمحى، فهو جمال مصطفى الريان، شيء لا يستطيع تغييره والهروب منه، فخيانة أبيه ستظل طوقا في عنقه مدى الحياة.
فمن هو مصطفى الريان والد جمال ريان؟
سمسار أراض نشط خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، فضحته رسالة ماجستير أجريت في جامعة النجاح الوطنية، عنوانها "ملكية الأراضي في قضاء طولكرم في ظل الحكم البريطاني" كشفت عما كان مستترا لعقود، وفضحت الخيانة والدور المشبوه الذي لعبه السمسار مصطفى الريان في بيع أراضي الفلسطينيين إلى اليهود بالوعيد تارة والترغيب تارة أخرى.
ففي الفترة بين عامي 1925 و1948، تعاون مصطفى الريان مع اليهود والإنجليز، مستغلا وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فراح يرشح قطع الأراضي الأكثر تميزا لليهود والمهاجرين الجدد، وظل يهدد أصحابها من الفلاحين البسطاء بأنها ستؤخذ منهم عنوة إن رفضوا بيعها بالتراضي.
فأقنع الحاضرين ببيعها بأسعار تراوحت وقتها بين (3.5 جنيه) و(8) جنيهات أو أكثر قليلا لمساحة (1000) متر مربع.
وحتى الغائبين، تدخل في بيع أراضيهم ومنحها للمستعمر الجديد بعد تعاونه مع الحاكم العسكري في طولكرم، ولم يلتفت أو يفكر للحظة حتى بينه وبين نفسه كفلسطيني عربي في التحذيرات التي ملأت فلسطين وقتها حول خطورة بيع الأرض لليهود، وأن هناك مخططا لإقامة دولة لهم، متخذين من صكوك البيع حجة قدموها للمستعمر البريطاني وقتها كحق في الأرض ثم الوطن.
يظن الجهلاء والخائنون أن سلسال خيانتهم قد ينتهي أو يدفن مع خائنيهم عندما تأتيهم المنية، ولكن عرق الخيانة لا ينتهي بل يتم توريثه، فمن ظهر السمسار الخائن مصطفى الريان، خرج جمال ريان ليكمل دور أبيه في خيانة قضايا الأمة العربية، ويمارس خيانة من نوع جديد تتمثل في محاولة تزييف وعي الشعب العربي، حيث نصب نفسه مدافعا عن الإرهاب وتنظيماته من خلال عمله بوقا في قناة الجزيرة، ليثبت أن الخيانة داء لا شفاء منه.