وفاة الشاعر المعروف رشيد الزلامي
الصلاة على جثمانه في الحرم والعزاء بمنزله في الحوية بالطائف
"الزلامي".. انطوت صفحة "صنفرة الشعراء" لتبقى في ذاكرة الجمهور
[I
G]
ودّعت الساحة الشعرية الخليجية، اليوم، أحد رموزها الملقب بـ "صنفرة الشعراء" الشاعر رشيد بن زيد الزلامي العتيبي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز التسعين عاماً، وذلك قبل نحو شهرين من الموعد المحدد لتكريمه على مسيرته الشعرية في مدينة الرياض.
بزغ نجم الزلامي المولود سنة 1926، بعد القصة الشهيرة في دولة الكويت، لتقبيله مجلة عليها صورة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وما أعقبها من مساجلة شعرية حوت: "يا عابد الصورة على بيض الأوراق.. دارك عرفناها وعلتك علة" إلى أن يقول الشاعر الكويتي "إن كان حبه محرقٍ قلبك احراق.. شد الرحال ودرب عمك تدله"، ليرد عليه الزلامي بقصيدة طويله جاء فيها "والله احـبـه حــب مخـلـص ومـشـتـاق.. واحـــــب حــتـــى صــورتـــه بـالـمـجـلـة ".
لقب الزلامي خلال مسيرته بعدد من الألقاب، منها عميد شعراء الجزيرة والفحص الدوري للشعراء، إلا أن لقب "صنفرة الشعراء" كان هو الأكثر انتشاراً، حيث كان رحمه الله لا يحكم على الشاعر أو يشيد به حتى يسمع له أكثر من عشر قصائد، لما كانت تعنيه شهادة الزلامي للشعراء من قيمة ومكانة لديهم ولدى جمهور الشعر.
أثرى الشاعر الراحل الساحة الشعرية الخليجية بثلاثة دواوين مكتوبة، وأكثر من 800 قصيدة نبطية، ومكتبة هائلة من تسجيلات شعر المحاورة، حيث كان صاحب نهج خاص به في طريقة بناء القصيدة، وهو من أشهر مدارس شعر السهل الممتنع التي مرت على تاريخ الشعر الشعبي، بشهادة باحثيه.
ذاع صيت الزلامي في شعر الحكمة، واشتهر بالألغاز، وله قصائد في الرد والرثاء، مثل رثاء الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين وعدد من الشخصيات مثل الملك فيصل والأمير السديري، وسجل أشرطة في سلسلة يا أهل البادية، وأما في شعر القلطة فقد حاور كثيراً من الشعراء، وكان يعد أحد أهم رموزه، حيث اختير مؤخراً ضمن لجنة تحكيم إحدى أكبر المسابقات الشعرية المتخصصة في هذا اللون.
اعتزل الفقيد شعر المحاورة في نفس هذا الشهر من العام المنصرم 1435هـ، ونشرت "سبق" الخبر في حينه ورصدت انطباعات رواد الساحة الشعرية وحزنهم على مغادرة الزلامي ميدان المحاورة بعد أن كان أحد أعمدته.
وكان الزلامي شاعراً يهابه الخصوم في ميدان المحاورة، لسرعة بديهته وارتجاله المعنى الجزل، وفي النظم يحث في أشعاره على مكارم الأخلاق والمروءة، وقارع في الملاعب الشعرية شعراء معاصرين وراحلين، كمحمد الجبرتي وخلف بن هذال وصياف الحربي وتركي الميزاني، وغيرهم.
كما يعد الزلامي من أبرز أعضاء لجنة مسابقة شاعر المعنى التي انطلقت قبل شهرين بالقصيم، وجاء ليشارك إلا أن المرض لم يمهله طويلاً، فقد دهمه فرقد بالمستشفى المركزي ببريدة ثم نُقل لجدة قبل أن توافيه المنية، وقد نشرت "سبق" قصة مرضه وقتها وزيارة أمير القصيم له قبل أن يدخل العناية المركزة وتتدهور حالته.
تعرض الزلامي قبل نحو أسبوعين لوعكة صحية أودع على أثرها مستشفى بريدة المركزي، وزاره هناك أمير القصيم ونائبه، قبل أن يوجه ولي العهد الأمير سلمان بنقله من مستشفى القصيم بطائرة الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد العسكري للقوات المسلحة بجدة حيث وافته المنية اليوم هناك، لتنطوي صفحة مشرقة من صفحات الشعر النبطي.
وتؤدى صلاة الميت على جثمانه بعد صلاة العشاء الليلة بالمسجد الحرام، والدفن بمقبرة العدل بالعاصمة المقدسة، ويقام العزاء في منزله بمخطط الجوهرة بحي الحوية بالطائف.
وتقدم "سبق" العزاء والمواساة لأبناء الفقيد وأسرته، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
http://sabq.org/Itugde
صفحة جديدة 2