خبراء: تصعيد حزب الله في بيروت محاولة لإجهاض الحراك
خبراء: تصعيد حزب الله في بيروت محاولة لإجهاض الحراك
قال خبراء وسياسيون إن أعمال العنف التي شهدتها ساحات وشوارع العاصمة اللبنانية مؤخرا، "تصعيد ممنهج"، ورسائل تهديد من مليشيا حزب الله، تستهدف "ترهيب الشارع المنتفض"، و"حرق" مطالب الحراك الشعبي.
وحذر الخبراء في الوقت ذاته من أن وضع القوى الأمنية في مواجهة المتظاهرين بساحات الاحتجاج سيدخل الجميع في دوامة عنف لن تنتهي.
وشهدت ساحات الاعتصام في بيروت، مساء السبت، مواجهات عنيفة بين القوى الأمنية والمتظاهرين، قرب البرلمان وسط العاصمة بيروت، أدى إلى وقوع إصابات.
وهذا الأمر أرجعه مراقبون إلى اندساس عناصر من حزب الله بين صفوف المحتجين؛ لخلق صدام مع الأمن.
كما أقدم مجهولون فجر الأحد على الاعتداء على مكتب هيئة "التيار الوطني الحر" والمكتب الرئيسي لـ"تيار المستقبل" في عكار وإضرام النار فيهما، وفروا إلى جهة مجهولة.
حرق مطالب الثورة
وفي قراءته لأحداث بيروت والاشتباكات بين متظاهرين والقوى الأمنية، قال الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ريشار داغر في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن ما حدث هو استمرار لنمط التصعيد الممنهج من قبل الثنائي حزب الله وحركة أمل؛ من أجل إجهاض الانتفاضة الشعبية.
داغر أكد أن "حزب الله يسعى كذلك إلى ترهيب الشارع المتظاهر، من أجل تمهيد الطريق لإخراج حكومة كما يخطط لها".
وأوضح أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أعلن بوضوح خلال تصريحات أخيرة أن حزبه يريد حكومة "وحدة وطنية"، وهو بهذا يسعى لفرض تشكيل حكومة مشابهة بنسبة 90% لسابقتها التي أسقطتها الانتفاضة الشعبية.
وأشار إلى أن الاعتداء على المتظاهرين رسالة فحواها أن أي محاولة اعتراض على المسار الذي رسمه الحزب لشكل الحكومة المقبلة ستواجه بالعنف.
وحذر الخبير الاستراتيجي من خطورة استمرار هذا النهج؛ لأنه سيؤدي إلى حالة توتر، ومزيد من التأزم على كل المستويات السياسية والاقتصادية في ظل وضع مالي على شفا الانهيار.
وشدد على أن لبنان "في نفق مظلم، وجميع المخاطر مطروحة على الطاولة؛ بسبب رغبة حزب الله في فرض رؤيته وقراره السياسي على الجميع".
رسالة تهديد
الدكتور محمد سعيد الرز، الخبير والمحلل السياسي اللبناني قال لـ"العين الإخبارية": "يخشى حزب الله من اندلاع انتفاضة شعبية واسعة ومظاهرات كبيرة؛ تهدد هيمنته على مفاصل الدولة".
وأردف: "لهذا قام بدس عناصره في صفوف المتظاهرين السلميين، ودفعهم للاعتداء على القوى الأمنية وعلى المحتجين، كرسالة تهديد للحراك الشعبي".
وأوضح "الرز" أن أحداث بيروت تضمن ممارسات تكررت فيها عبارات شيعية، لو استخدمت خلال مظاهرات كبيرة، لأوقعت خسائر كثيرة ولهددت السلم الأهلي وأعادت توليد الحرب الأهلية.
وأشار إلى أن "ذلك كله وما يحمله من مخاطر لا يدخل في اهتمام الطبقة السياسية الفاسدة التي تضع نصب عينيها تحقيق أهدافها التسلطية ولو على خراب البلد".
كما أكد الخبير السياسي أن مرحلة تأليف الحكومة لن تكون قصيرة ولن تجد طريقا ميسرا، بل ستكون مليئة بالعقبات والمشاكل وسط انهيار اقتصادي بات في أول اهتمامات اللبنانيين والمجتمع الدولي.
ودانت قوى سياسية ونيابية أحداث أمس وسط بيروت، حيث دعا النائب فؤاد مخزومي، رئيس حزب "الحوار الوطني" إلى فتح تحقيق فوري في أحداث الأمس، قائلا: "واضح أن هناك مندسين يريدون حرق مطالب الثورة من خلال استهداف القوى الأمنية".
ونبه مخزومي عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" إلى أن "وضع القوى الأمنية في مواجهة الناس سيدخل الجميع في دوامة عنف لن تنتهي قريبا.. الوعي مطلوب من الجميع لتخطي هذه الأزمة".
من جهته، قال سامي الجميّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، إن "هناك من يفتعلون المشاكل، ويحاولون جر البلد إلى المكان الذي نراه، وكل الناس تعرف من هم هؤلاء والأجهزة تعرفهم".
وأردف: "لقد برهن الشباب على مدى 60 يوما أنهم سلميون وهدفهم مصلحة بلدهم لا مصلحة أخرى".
ودعا الجميّل عبر حسابه الرسمي على تويتر "الكتل النيابية" للتجاوب مع مطلب الناس، وتشكيل حكومة حيادية من رأسها إلى آخر وزير فيها، فإما أن يتجاوبوا مع مطلب الناس أو غرق البلاد.
https://al-ain.com/article/experts-b...abort-intifada
صفحة جديدة 2
__________________