ما الفرق بين العام الميلادي والسنة الهجرية
يصادف رأس السنة الهجرية الأول من شهر محرم، وهو الشهر الأول في التقويم الإسلامي، ويحدّد هذا اليوم على أساس رؤية الهلال، والذي يستخدمه في تحديد كافة المناسبات الدينية، ولعل هجرة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الحدث الأهم، والذي ترك بصمة في تاريخ الديانة الإسلامية، وأعطاها طابع التميز، حيث هاجر سيّدنا محمد والمسلمون معه من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة.
إنّ الهجرة لم تكن حادثاً مكانياً، بل نقلت الإسلام من دوامة الضعف والقلة إلى القوة والكثرة، ولعلّ الأذى الكبير الذي لحق بالنبي ومن كانوا معه من المسلمين سبباً كافياً للهجرة، وهروب المسلمين بدينهم من أجل الحفاظ عليه ، حيث تعرض الصحابة لأصناف عدّة من التعذيب على أيدي كفّار قريش، لذلك تعتبر الهجرة بذرة نواة تكوين الإسلام وتقوية جذوره.
للهجرة معانٍ عميقة في نفوس الأمة الإسلامية، لذلك يحتفل المسلمون بهذه الذكرى، ويعتبر يوم الهجرة النبوية ذكرى مميّزة لدى العالم الإسلامي، ولذلك جعل يوم عطلة رسمية في عدد من الدول الإسلامية، ويقوم المسلمون بإحياء هذه الذكرى من خلال إقامة الدروس والخطب داخل المساجد، وإحضار الفرق الدينية التي تنشد أناشيد دينية فحواها السيرة النبوية والصلاة عليه، وبث البرامج التلفازية التي تشيد بدور الهجرة في انتشار الإسلام، وإنتاج الأفلام التي تتحدث عن السيرة النبوية وتذكر بحياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتخصيص وقت من الزمن في المدارس والجامعات للحديث وإحياء هذه الذكرى، ولكن لا يتم المبالغة بالاحتفال كما هو في عيدي الفطر والأضحى، أمّا الشيعة فيختلف الأمر لديهم حيث يقيمون مجالس عزاء في هذه الذكرى؛ وذلك لأنّه يصادف ذكرى المجزرة التي ارتكبت بحقّ الإمام الحسين ومن كانوا معه.
الهجرة النبوية، هجرة من الباطل إلى الحق وطريق ازدهار الإسلام، فعلى المسلمون إحياء ذكرى هذا اليوم في كل يوم من أيّام السنة من خلال الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمضي قدماً على رشده وهديه، والامتثال لأوامره؛ لأنّه قدوة حسنة في الأخلاق والتعامل الحسن مع الآخرين، ومن الجدير بنا إبقاء هذه الذكرى حية في نفوس الأمة من خلال الاعتماد على التاريخ الهجري في توثيق المناسبات الدينية والوطنية.