ولاية الرعب.. على أردوغان أن يكون في غاية القلق من بايدن
ولاية الرعب.. على أردوغان أن يكون في غاية القلق من بايدن
صعود جو بايدن للحكم بالولايات المتحدة الأمريكية قد يحمل لتركيا أعوما عصيبة تقضي على محاولاتها المستميتة لخفض منسوب التوتر مع واشنطن.
شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية رجحت أن تكون العلاقات بين أنقرة وواشنطن بالأعوام الأربعة المقبلة مختلفة تماما عن سابقتها.
ونقلت الشبكة عن مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاجون والباحث المقيم في معهد "أميركان إنتربرايز" قوله إن "الشيء الوحيد الذي جعل العلاقة متماسكة على مدار الأربعة أعوام الماضية كان العلاقة الشخصية بين (الرئيس دونالد) ترامب مع (نظيره التركي رجب طيب) أردوغان. ومع رحيل الأول، على أردوغان أن يقلق جدًا جدًا".
وأرجع ذلك إلى عدم وجود نقص في نقاط الصراع بين أنقرة وواشنطن، وهي النقاط التي تكشف المواقف المتعارضة تجاه الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم.
ومن بين تلك الأمور؛ حقوق الإنسان في تركيا التي انتقدها الديمقراطيون تحديدًا، وشراء أنقرة لمنظومة الدفاع الروسية "إس-400" التي أغضبت حلفاءها بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتسببت في عقوبات أمريكية.
ويضاف إلى ما تقدم الأعمال العسكرية التركية التي تستهدف الأكراد، حلفاء واشنطن في سوريا، ودعم الجماعات المتطرفة.
وأشارت الشبكة الأمريكية أيضًا إلى التحركات العدائية لأردوغان ضد اليونان وقبرص بسبب موارد الغاز شرقي المتوسط، والدور التركي في مساعدة إيران على تفادي العقوبات الأمريكية، وكذلك هناك قاعدة إنجرليك الجوية (في أضنة التركية)، التي تستضيف فيها أنقرة عددا كبيرا من القوات الأمريكية والمروحيات وبعض الرؤوس الحربية، والتي هدد أردوغان بقطع الوصول إليها إذا فرضت عقوبات أمريكية على بلاده.
رأي بايدن
بناء على تصريحات سابقة، يبدو أنه سيكون هناك موقف أكثر صرامة من واشنطن. وهو ما تجلى بالخصوص من خلال مقابلة في يناير/كانون الثاني الماضي، وصف خلالها بايدن أردوغان بـ"المستبد"، وانتقد أفعاله تجاه الأكراد، قائلا إنه يتعين على القياد التركية "دفع الثمن".
كما أشار إلى ضرورة دعم واشنطن لقادة المعارضة التركية "ليكونوا قادرين على مواجهة أردوغان وهزيمته. ليس من خلال انقلاب، ولكن عبر عملية انتخابية".
وتعهد بايدن بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهي قضية مثيرة للجدل بشكل كبير بالنسبة لأنقرة، كما أن رؤساء الولايات المتحدة تجنبوا الاعتراف بها على مدار قرن.
وأيد المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء فرض عقوبات على تركيا بسبب الهجمات العسكرية على أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين، وشرائها واختبارها لمنظومة الدفاع الروسية. وستكون العقوبات بمثابة ضربة مدمرة لاقتصاد أنقرة المتدهور.
أشد صرامة
أغاثي ديماريس، مديرة التنبؤات العالمية في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، ومقرها لندن، قالت إن الولايات المتحدة وأوروبا أصبحتا "محبطتين بشكل متزايد" بسبب تدخلات أردوغان الخارجية الجريئة، والسلوك "العشوائي" تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء.
وأضافت أن "هذا مسار خطير. إدارة بايدن القادمة على الأرجح ستتخذ موقفا أشد صرامة بشأن تركيا عن دونالد ترامب."، وفق الصحيفة نفسها.
لكن يأتي هذا مع مجموعة من المخاطر الخاصة بالنسبة للولايات المتحدة، بمعنى أن معاقبة حليف مثل تركيا يدفعها أكثر فقط إلى أحضان روسيا.
واتسمت العلاقات الأمريكية التركية، في عهد ترامب، بتقلبات طغى عليها التوتر، ففي أغسطس/آب عام 2018، هدد الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب احتجازها لقس من مواطنيها، ودفع هذا التهديد الليرة التركية للوصول لأدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار، ما فاقم من محنة أنقرة الاقتصادية.
العين الإخبارية
صفحة جديدة 2