الميزانية آخر ما يعنيني
لا أهتم بموعد صدور الميزانية لأنها لا تضيف لي شيئاً على المستوى الشخصي.
ولا العائلي...
ولا حتى الوظيفي...
منذ زمن بعيد حينما كنت أحاول أن أبني طموحاتي وأحقق آمالي وأرسم معالم مستقبلي كنت أهتم بموعد صدورها وأتابع تفاصيلها..
وكنت كغيري أتألم لما يصيبها من هزال ومديونية باعتباري مواطنا حريصا ومحبا لوطنه..
وحينها كنت أصدق تصريحات المسئولين والوزراء ويكاد قلبي يرقص طربا مع تطبيل المطبلين لها في وسائل الإعلام..
وتقدمت بنا الأيام وتحسنت الأوضاع وسددت المديونيات وعمّ الفرح وشعرنا بأن من حقنا على هذه الميزانية أن تلتفت لمديونياتنا نحن المواطنين ، لكن وبكل أسف ما زالت ديوننا على الحكومة معلقة حتى الآن منذ ربع قرن ! هل تصدقون هذا؟
تعينت مع زملائي عام 1409هـ وصدر قرار بدل تعيين وقرار مكافأة الجامعيين الخمسين ألف – رحمها الله- ولم نستلمها حتى الآن ووبخنا المسئولون حينما تقدمت ومجموعة من زملائي بطلبها من الجهات العليا بحجة أننا تعدينا المراجع!.
وراتب بدل التعيين صرف لنا بعد خدمة ستة عشر عاماً.
هل تصدقون أن الخمسين ألف كانت تشتري سيارة أو أرضاً في ذلك الوقت.
ونحن على رأس العمل ككل موظف حكومي نفرح بالانتدابات وساعات خارج عمل الذي لم نحصل عليه منذ سنوات حتى الآن ، مع أنه يصرف إلا لمدراء الدوائر ورؤسائنا - أسرع من البرق - والحجة جاهزة البند لا يسمح فيرحل للسنة القادمة وقد شابت رؤوس بعض مستحقاتنا .
هذا غيض من فيض في الجانب العملي.
فهل أحدثكم عن الجانب الاجتماعي: أعطوني طريقا واحدا يوصلني إلى عملي أو مدرسة أحد أبنائي بدون حفر ولا مطبات.. وأعطوني مدرسة لأبنائي قريبة من سكني لا تحتاج إلى الذهاب بالسيارة.مدرسة واحدة فقط لو سمحتم.
هل تريدون أن أحدثكم عن الجانب الصحي ومراجعة المستشفيات .. حسنا كلنا في الهوا سوا فلنتجاوز الحديث عنها.وكم مات لنا ميت وهو مازال في قوائم الانتظار لمواعيد المستشفيات الحكومية.
إذا نقلت الموجة للحديث عن المحتاجين فهنالك ستنكأ جروح لم تندمل يوما ما.ومن عجائب التاريخ أنه كلما كانت ميزانيتنا أكبر كلما كان عدد فقرائنا أكثر.
ولو قمت بحسبة بسيطة بتوزيع الميزانية على المواطنين لحصلت على أرقام خرافية.لكن واقع الحال أن الخرافية هي وصولها للمواطن بطريقة صحيحة.وقد كتب الأستاذ راشد الفوزان مع ميزانية العام الماضي مقالا بعنوان نص الميزانية وين راح ؟
يحكى أن بدويا ذهب من باديته إلى الحرم و رأى بعض الأعاجم يحملون سبحهم ويتمتمون فلم يفهم ما يقولون ، ولما رجع إلى جماعته وقد اشترى سبحة وأخذ يحرك خرزاتها في يده ويتمتم بها في مجالسهم سأله بعض جماعته في المجلس وهم مجتمعون يا بو فلان وش تقول يوم تحركها في يدك ، فقال أقول: إلحقي خواتك.
وكذلك نحن المواطنين نقول لكل ميزانية لا نفهم أين تذهب أرقامها الفلكية إلحقي خواتك وسيظل الوضع على ماهو عليه ما لم يقطع دابر الفساد والمفسدين.
كتبه أبو بكر بن محمد
30/1/1433هـ
abubaker_m@
لجينيات
صفحة جديدة 2
الميزانية آخر ما يعنيني
30-12-2011, 02:28
تعليمات المشاركة
العرض العادي
