أمانة جدة تجاهلت دراسات علمية لتجفيف بحيرة المسك
جدة - سمير باعشيرة:
أكد باحثان سعوديان في مجال المياه والبيئة أنهما قدما دراسات علمية إلى أمانة مدينة جدة قبل نحو ستة أشهر لتجفيف بحيرة المسك من مياه الصرف الصحي إلا أن هذه الدراسات لم يؤخذ بها بكل أسف دون توضيح الأسباب والمبررات خلف هذا التجاهل. وحذر الباحثان من أن انفجار البحيرة من شأنه أي يغمر أحياء بكاملها بالمياه وربما إحداث كارثة أخرى تؤدي إلى أضرار بشرية ومادية لا يمكن توقعها، مؤكدين أن البحيرة ترتفع بما يزيد 120 متراً على مستوى سطح البحر الأمر الذي سيجعل اتجاه المياه – في حال تسربها – منحدراً باتجاه المدينة. وقال لـ “الاقتصادية” الدكتور علي عشقي الأستاذ في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إنه خاطب المقام السامي قبل فترة بخصوص خطورة بحيرة المسك على مدينة وسكان جدة وأن الإجراءات التي تتخذها أمانة جدة في هذا الصدد ليست علمية ولا تتفق مع أبسط مبادئ العلوم في هذا المجال. وأضاف عشقي “بناء عليه وجه المقام السامي أمانة جدة بالاجتماع مع الخبراء في هذا المجال والوقوف على الأمر والحلول المقترحة بهذا الشأن، ودعيت إلى اجتماع مع عدد من الزملاء في الأمانة ورئيس المجلس البلدي، حيث قمت بتوضيح الطريقة الملائمة للقضاء على هذه البحيرة وتجفيفها نهائياً خلال شهرين عبر الطريقة الحيوية للمعالجة واقتنع الجميع بالطريقة وأهمية تنفيذها بخلاف مسؤولي الأمانة فقط”. ولفت الدكتور علي عشقي إلى أن أمانة جدة استمعت له وبقية الخبراء فقط من باب أداء الواجب وتنفيذ الأمر السامي الذي تلقته ولم يكن لديها نية حقيقية لحل مشكلة بحيرة المسك بهذه الطريقة حيث كانت مستمرة في تنفيذ أجندتها الخاصة بها لحل هذه المسألة.
وشدد عشقي على أن كافة مبررات أمانة جدة حول عدم القدرة على حل مشكلة بحيرة المسك ليست صحيحة ولا تستند إلى أدلة علمية, وتابع “لا أجد تفسيراً منطقياً وواضحاً لتقاعس الأمانة عن تجفيف بحيرة المسك التي تهدد سكان مدينة جدة التي من شأنها إحداث كارثة بيئية نتيجة لمياه الصرف الصحي المتراكمة فيها”. بدوره أوضح الدكتور محمد بخاري رئيس مركز أبحاث المياه في جامعة الملك عبد العزيز أنه قدم دراسة قبل نحو ستة أشهر للمجلس البلدي في جدة لتجفيف بحيرة المسك خلال شهرين فقط، مبيناً أن المجلس والأمانة لم يبديا أي اهتمام بالأمر وواصلت أمانة جدة العمل عبر خططها المعدة مسبقاً. وشبه الدكتور بخاري طريقة انفجار بحيرة المسك في حال حدوثه – لا سمح الله – بكرة حديدية ارتفاعها 173 مترا وتزن 50 مليون متر مكعب تتجه من أعلى إلى أسفل نحو الأحياء السكنية في وسط مدينة جدة، محذراً من أن الآثار سوف تكون كارثية على جدة لو حصل ذلك, متمنياً في الوقت نفسه أن يلطف الله بأهل هذه المدينة الذين ما زالوا يعيشون صدمة السيول والفيضانات التي ذهبت بعديد من أبنائها. ومعلوم أن عدد السيارات التي تفرغ يوميا في بحيرة المسك تبلغ أكثر من 1200 ناقلة ما بين وايت إلى تريلا على مدار 24 ساعة يوميا. ويقدر حجم المياه اليومية المفرغة فيها بأكثر من 50 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي، ويقدر ارتفاع البحيرة حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بنحو 125 مترا فوق سطح البحر. وتبلغ كمية المياه الملوثة والمحتجزة بالبحيرة حتى نهاية عام 2005 نحو 17 مليون متر مكعب حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ووصلت لنحو 30 مليون متر مكعب حاليا.
صفحة جديدة 2
__________________