جواسيس أردوغان حول العالم.. فضائح استخباراتية في 2020
جواسيس أردوغان حول العالم.. فضائح استخباراتية في 2020
ا
لتجسس وتأسيس شبكات لتصفية المعارضة، العنوان الأبرز لتعاملات تركيا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان مع معارضيه في الخارج.
وعلى مدار عام 2020، جند جهاز الاستخبارات التركي الموظفين الدبلوماسيين لجمع المعلومات عن نشاط معارضي أردوغان في الخارج، لفتح قضايا لهم بمزاعم متعددة أغلبها ملفق، لخلق ذريعة لترحيلهم أو اختطافهم إن سنحت الفرص أو قتلهم في بعض الأحيان.
وبحسب وثائق مسربة حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، ونشرها موقع" تركيا الآن" المعارض، اليوم الأربعاء، كشفت عن كيفية تحول البعثات الدبلوماسية التركية في عواصم الدول الأجنبية إلى منصات تجسس على المعارضين في المنفى.
ورصد الموقع المعارض أبرز محطات النشاط الاستخباراتي التركي في 2020 والذي انخرط فيه دبلوماسيو أنقرة في العديد من عواصم العالم ضد مواطنيهم الذين فروا من بطش نظام أردوغان الحاكم.
وطالت أنشطة التجسس التركية دول الولايات المتحدة الأمريكية وحتى إستراليا، مرورًا ببريطانيا، ونيوزلاندا، وسلوفينيا، وجورجيا وألمانيا، وفق موقع "تركيا الآن".
أوروبا المستهدف الأكبر
وكثف أردوغان من شبكاته التجسسية في أوروبا، فوفقا لوثيقة ترجع لوزارة الخارجية التركية، فقد أبلغ مواطن تركي القنصلية العامة في لندن بوفاة والده، وهو رجل أعمال بارز، يُعتقد أنه ينتمي إلى حركة الداعية فتح الله غولن، وقدم تقريرًا طبيًا لنائب القنصل، هاكان إتكين.
وتشير الوثيقة إلى أن "إتكين" لم يطلب فقط العنوان وتفاصيل الاتصال الخاصة بنجل رجل الأعمال المتوفى، لكنه حاول الحصول على معلومات حول زوجة وابنة المتوفى.
وأرسلت القنصلية العامة ملفًا يتضمن عناوينهم في إنجلترا، وتفاصيل الاتصال بما في ذلك أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني إلى وزارة الخارجية في أنقرة.
وفي انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية، جمع الدبلوماسيون والمسؤولون القنصليون الأتراك في السويد معلومات استخبارية عن الصحفي التركي المنفي عبد الله بوزكورت، و27 تركيا من معارضي أردوغان الذين يعيشون في السويد.
وفقًا لقرار صادر عن المدعي العام بيرول توفان في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2018، بدأ مكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقًا منفصلًا (ملف رقم 2018/230319) مع 28 مواطنًا تركيًا وسويديًا، تم إدراجهم في ملفات التجسس التي أرسلها دبلوماسيون أتراك في البلاد دون أي دليل ملموس على ارتكاب جرائم.
وبحسب الوثائق، اتهمهما "توفان" بمزاعم الانتماء إلى "جماعة إرهابية".
وفي ألمانيا كشفت قناة "zdf" عن وجود 8 آلاف شخص يعملون لصالح الاستخبارات التركية في ألمانيا، مشيرة إلى وجود 900 مسجد يتبع الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، حيث تلعب هذه المساجد دورًا مهمًا في أنشطة الاستخبارات التركية.
وعرضت القناة التفاصيل الكاملة حول أنشطة الاستخبارات التركية في ألمانيا، مؤكدة أن الأئمة الأتراك العاملين بالمساجد التابعة للاتحاد التركي الإسلامي ينقلون معلومات إلى السفارة والقنصلية التركية حول معارضي أردوغان، وسبق أن جرى فتح تحقيقات مع بعضهم عام 2017.
وفي النمسا كشف وزير الداخلية كارل نيهمر، أن هناك شخصًا اعترف بأنه تجسس على أتراك ونمساويين من أصل تركي، وقدم المعلومات التي حصل عليها لمسؤولي الأمن الأتراك.
وشدد نيهمر على أن هناك جهودًا لزيادة تأثير القوى الأجنبية في النمسا، مشيرًا إلى أن هذا شيء غير مقبول تمامًا.
وفي بلغاريا جمعت السفارة التركية معلوماتٍ عن مواطنين أتراك وبلغاريين وممثلين للمنظمات غير الحكومية البلغارية، والمدرسين والموظفين من المدارس المحلية، وكذلك الصحفيين الذين عملوا في النسخة البلغارية من صحيفة «زمان» اليومية، وأبلغت عنهم إلى وزارة الخارجية التركية لاعتقادها أنهم ينتمون إلى حركة غولن.
كما تسللت المخابرات التركية إلى مخيمات اللاجئين في اليونان للتجسس على المعارضين الذين أجبروا على الفرار إلى اليونان، هربًا من حملة قمع غير مسبوقة في تركيا المجاورة.
وتشير الوثائق المسربة إلى انتهاك البعثات الدبلوماسية التركية في اليونان لمبادئ القانون الدولي، من خلال شن حملات غير قانونية لجمع المعلومات وشن عمليات استخباراتية واسعة النطاق.
كما تكشف الوثائق الرسمية المسربة أن البعثات الدبلوماسية التركية في بلجيكا، قد رصدت هويات الرعايا الأتراك المعارضين للنظام، وأبلغت وزارة الخارجية في أنقرة، وجرى إرسال المعلومات في وقت لاحق إلى قسم شرطة أفيون كاراهيسار، غرب تركيا، حيث ترجع أصول غالبية الجاليات التركية ببلجيكا، لتحريك دعاوى قضائية ضدهم.
الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية
ووفقًا للوثائق المسربة خلال العام 2020 فقد أدرجت القنصلية العامة التركية في نيويورك مواطنًا تركيًا تقدم بطلب للحصول على توكيل رسمي في أغسطس لتفويض محامٍ في تركيا لبيع ممتلكاته، ثم قام دبلوماسيون أتراك في نيويورك بجمع معلومات عن هذا المواطن وأفراد عائلته وأرسلوا ملفًا يتضمن عنوانهم وتفاصيل الاتصال بهم، إلى وزارة الخارجية في أنقرة.
وجرى إرسال المذكرة التي نقلتها القنصلية العامة التركية في نيويورك، من قبل رئيس المديرية العامة للشؤون القنصلية بالوزارة، مصطفي باريش المنير، إلى وزارتي العدل والداخلية التركيتين، ووكالة الاستخبارات التركية، بتاريخ 2 سبتمبر.
كما كشف تقرير سري من 58 صفحة حول تجسس السلطات التركية على الصحفي والأكاديمي التركي إيمري أوسلو المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، واستهداف عائلته، بسبب كتاباته وتحليلاته النقدية ضد ممارسات نظام أردوغان.
ووجه المدعي العام التركي اتهامات إلى الرعايا الأتراك الذين يعيشون في كوريا الجنوبية بتهم إرهابية مشكوك فيها.
واستند في ذلك إلى ملفات تجسس مسربة من السفارة التركية في سيول جرى إعدادها بين عامي 2016 و2018.
ووفقًا للوثائق، التي نشهرا موقع" تركيا الآن"، خلال تقريره، فقد تجسس الدبلوماسيون الأتراك بشكل منهجي على معارضي ومنتقدي أردوغان بالبلد الأسيوي، كما تكشف تنسيق مبعوثي أردوغان ووكالة المخابرات التركية لاختطاف أتراك على الأراض التركية.
العين الإخبارية
صفحة جديدة 2