كانت مسألة وقت يا عبدالملك
كانت مسألة وقت يا عبدالملك
عبدالسلام الربعي
في حرب تطهير الحد الجنوبي قد نختلف على من كان وراء هذه الحرب ومن اختار لها توقيتها. ولكن الحوثي تيقن أخيرا أنه أيقظ أسدا حيث لايمكن له أن يعبث مع الأسود.
إذا سلمنا أن الحوثي قد اختار ( أو اختير له ) توقيت بداية الحرب؛ فهم أيضا من اختار إنهاءها. مع أنهم خرجوا منها صاغرين كما دخلوها أذلة.
لأن إعلان وقف القتال من جانب واحد هو إعلان هزيمة. الهزيمة كانت مسألة وقت لا أكثر. مع أنها ليست حربا نظامية.
وسيكون من الطبيعي مراجعة الحسابات وتغيير الإستراتيجيات ومن يدري فقد تكون مناورة للملمة الأوراق والتقاط الأنفاس لبدء جولة أخرى.
كلنا قد علمنا أنها حرب إيران يقودها الحوثي بالوكالة
ومن يقل بعكس هذا فليثبت أهداف الحوثي "الاستراتيجية" من هذه الحرب.
عصابة الحوثي دخلت الحرب حيث لاناقة لها فيها ولاجمل؛ فلا هي دولة ذات سيادة ونظام لتسعى إلى مطامع؛ بل مجرد تنظيم يسكن أعالي الجبال، يتلقى الدعم من وراء البحار ليعيث في الأرض الفساد، ولديه جبهة مع الجيش اليمني فكيف له بفتح جبهة أخرى حين لا تقوى على هذا الفعل الساذج كثير من الدول.!
في حربهم هذه خسروا الآلاف من المغرر بهم والمعدمين البائسين اليائسين وبعضا من المأجورين، وأموالا لو أعطيت لفقراء صعده لكان خيرا لهم.
فهل إيران تريد مكة عبر أقصر الطرق بما أنها تتبنى فكر الخميني بقوله أن مكة المكرمة محتلة؟!
أم أن إيران تريد اليمن عراقا جديدا ليصبح الهلال حلقة تصطك حول الخليج والمملكة خاصة
لتعبر إلى مكة المكرمة من أقصر الطرق أو من كل الطرق أو من أي الطرق شاءت. ألا خابوا وخاب سعيهم ومسعاهم.
لست أسيرا لنظرية المؤامرة أو أنه استعداء مبني على المذهبية. ومن عجز عن إثبات أهداف الحوثي " الإستراتيجية " ومازال يبرئ ساحة إيران فأرجو ألا يكون جاهل بجهالة أو متجاهل بعمالة.
وإذا كانت تدفعهم مقولة " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " فهل تسكن أمريكا جبل الدخان أم وزعت إسرائيل في قرى جازان!
ليس ما سأقوله نبوءة أو ضربا من كهانة، ففي تحليلي المتواضع لما انتهت إليه الحرب فإن الهدف الذي تحقق للأعداء من هذه الحرب هو اختبار قوة الجيش السعودي واستقراء تكتيكاته وعدته وعتاده. ومن يدري فلربما كان هذا هو الهدف الوحيد.
بارقه:
أسأل الله أن يتقبل الله شهدائنا وأن يجعلهم أحياء عنده يرزقون.
أما أنت ياعبدالملك فقد أعلنت وقف الحرب حينما أيقنت أنك أنت لست بمأمن عن الأسود ولو كنت في جحرك.
عبدالسلام الربعي
صفحة جديدة 2
__________________