في يوم الوطن.. ماذا ستهديه؟
هلال الهلالي
تطل علينا يوم الاثنين السابع عشر من ذي القعدة الذكرى الثالثة والثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية، ذكرى ملحمة بطولية لأكبر وحدة عرفها العصر الحديث، وحدة جمعت شتات مئات القبائل في أصقاع الجزيرة العربية تحت راية التوحيد، توحيد لله - عز وجل - ثم وحدة المصير. اثنان وثلاثون عاماً لم تهتز خلالها عزائم الرجال في تحقيق حلم الوحدة، رغم ما قابل المؤسس - طيب الله ثراه - من مصاعب كبيرة في مسيرة التأسيس.
نعيش في هذا اليوم مقارنة سريعة بين زمنين، من العام 1351هـ إلى هذا العام 1434هـ، فمن بدو رحل، وقبائل متناحرة، إلى دولة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة، تشارك الكبار في صناعة القرار الدولي، ولها حضور فاعل في جميع المحافل الدولية.. دولة عصرية متجددة في الداخل، في سباق مع الزمن لبناء متزامن للإنسان والمكان.
ونحن نعيش هذه الذكرى العظيمة فإن واجباً لهذا الوطن يجب تأديته، من كل مواطن على اختلاف وظيفته ومسؤوليته، فماذا قدمنا لهذا الوطن؟ وأين ما قدمناه مع ما قدمه أولئك الأفذاذ، الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم، وورثوا لنا وطناً معطاء، احتضننا صغاراً وكباراً، وعشنا في ربوعه آمنين على أنفسنا وأهلينا وأموالنا، في وطن اتخذ من راية التوحيد راية لمسيرته، في وطن التوحيد الخالص، والعقيدة الصحيحة، لنسأل أنفسنا بأمانة: ماذا قدمنا لهذا الوطن؟ وماذا سنهديه في هذا اليوم؟ والى أي مدى كنا إيجابيين في حفظ الأمانة ورد الجميل؟
صفحة جديدة 2
__________________