سعود الفيصل يؤكد: العلاقة بين الرياض ودمشق لا تحتاج إلى وساطة
أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن العلاقات السعودية - السورية قائمة ولا تحتاج إلى وساطة، وإنما تحتاج إلى إصلاح، حيث أن ما يحدث في هذه العلاقة يعد خلافا يحدث في الأسرة الواحدة.
وكشف وزير الخارجية أن الرئيس أحمد كرزاي رئيس الحكومة الأفغانية طلب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التوسط بين حكومته وحركة طالبان، من أجل إعادة بناء أفغانستان.
وأوضح الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع الدكتور خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أن المملكة لا تملك سوى المحاولة وقال: "نحن لا نملك سوى المحاولة ولا يمكن أن نرفض القيام بها لأننا مهتمون بالأمن والسلم في أفغانستان، ولكن الأمر يعود إلى الأفغان أنفسهم، فإذا لمسنا من الأفغان أن هناك رغبة لحل المشاكل ونبذ العنف وترك السلاح والانخراط في العمل السياسي وفق المؤسسات الدستورية، فإن هذا ما نأمله وستكون هناك محاولات، ولكن إذا لم نر تجاوبا فيصعب أن نجد وسيلة للتدخل في الموضوع.
وأبان الأمير سعود الفيصل، أنه عقد جلسة محادثات مطولة ومعمقة مع سولانا، جرى فيها بحث المستجدات في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، إضافة إلى بحث الأزمة الأفغانية ومسار مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن المملكة تعتبر استمرار إسرائيل في سياسة المناورة والمماطلة وعدم الجدية في المفاوضات، ومضيها قدما في بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها خاصة ما يحدث في القدس الشريف من محاولات تهويد والمحاولات المتوالية للمتطرفين الإسرائيليين وانتهاك حرمته أهم العقبات التي تعترض عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة الأطراف والقابلة للحياة كما أنه بطبيعة الحال مخالف لكل التأكيدات والتعهدات الصادرة عن مؤتمر أنابوليس، الأمر الذي وضحت تداعياته أخيرا بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين وشراستها على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومزارعهم في الضفة الغربية، علاوة على ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من قمع وتنكيل للشعب الفلسطيني في جميع الأراضي المحتلة.
وتعليقا على مستجدات مبادرة للسلام وما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بأن تأخر عملية السلام خير من عدم حدوثها قال الأمير سعود: "نأمل من رئيسة الوزراء الجديدة أن تعمل على هذا الاتجاه الذي يؤدي إلى السلام".
وردا على سؤال عن الجهود التركية ومساعيها في المنطقة أوضح الأمير سعود الفيصل وجود ثقة كبيرة في تركيا من قبل العالم العربي نظرا لأهميتها في المنطقة، معتبرا وجود تركيا في الوساطة بين سورية وإسرائيل أمر مشجع.
وأوضح وزير الخارجية أن زيارة الرئيس ميشيل سليمان الرئيس اللبناني للمملكة عكست عمق الصلات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين، مشيرا إلى أن المملكة ترحب بالاتفاق السوري -اللبناني لإقامة علاقات دبلوماسية فيما بينهما كخطوة على طريق تحقيق الاستقرار والتكافؤ في العلاقة بين البلدين الجارين، منوها أن الرئيس اللبناني لم يتحدث أثناء زيارته للمملكة عن وجود حشود سورية بين سورية ولبنان وقال: " أملنا قائم على ما تم الاتفاق عليه بين البلدين بشأن التمثيل الدبلوماسي، على أمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقرار الأوضاع بينهما".
وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد الأمير سعود الفيصل تقدير دور الاتحاد الأوروبي وما يبذله سولانا من جهود لحل الأزمة بالوسائل السلمية، مشددا أن الحل الأمثل في نظر المملكة يتمثل في إخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من جميع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بما في ذلك إسرائيل، مع ضمان حق دول المنطقة في الطاقة النووية للأغراض السلمية، متمنيا أن يتم حل الأزمة واستجابة إيران دون الحاجة إلى لغة التوتر والتصعيد ومنطق المواجهة.
وعلل الفيصل تأخر فتح السفارة السعودية في بغداد إلى أسباب أمنية وليست سياسية، حيث أنه يجب توفير الحد الأدنى من التحرك والاتصال بالمسؤولين والشعب للمسؤول الدبلوماسي، ولا يكون منعزلا عن العالم حتى يتمكن من تأدية عمله بشكل مؤثر.
من جهته شدد الدكتور خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي على أهمية دور المملكة التي وصفها بالدولة المهمة، مشيرا إلى أن اجتماعه مع الأمير سعود الفيصل لم يقتصر على النواحي السياسية فقط، وإنما تناول الكثير من الأزمات التي يتطلع الجانبان إلى حلها.
وأكد سولانا أهمية العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وفي مقدمته اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، والتي توقع الاتفاق حيالها في نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن التأخير يعود إلى وجود بعض المصاعب التي سيتم تجاوزها قريبا.
وأكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي دعم المبادرة السياسية في دارفور، وقال: "نحن نشارك في محاولة الوصول إلى حل بين الجنوب والشمال، ولدينا قوات حفظ السلام في جنوب السودان ودارفور، وأرسلنا مندوبا من الاتحاد الأوروبي وسنرى ماذا سيفعل"، ملمحا إلى أنه لا تزال هناك مشاكل من جهة الحكومة السودانية، كونها لا تسهل نشر قوات حفظ السلام، مشيرا إلى أن هناك مبادرة من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في محاولة لتطبيق حفظ السلام .
صفحة جديدة 2