بلاد الحرمين في مرمى الاستهداف.. وماذا بعد؟!
أبو لجين إبراهيم آل دهمان
المتابع لتفاصيل الأحداث على المستويين العالمي والإقليمي يدرك جيدا أن بلاد الحرمين في مرمى الاستهداف, وأن هناك ما يخطط بمكر ودهاء شديدين لهذا البلد على وجه الخصوص, من قبل القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا الاستهداف فيما يبدو لنا يسير بخطط متتالية, ربما يكون عنوان الخطة الأولى, أو الخطوة الأولى في هذه المكيدة هو إشغال السعودية بنفسها لعزلها عن محيطها وإغراقها في كم هائل من المشكلات يلهيها عن الالتفات لما يدبر لها في الخفاء وفي دهاليز السياسة الغربية.
وهناك شواهد متعددة على ذلك, لعل في مقدمتها موجات الإرهاب التي تضرب أراضيها بين الحين والآخر,حيث , وعلى الرغم من ذلك يراد وصفها بأنها المصدر الأول للإرهاب حول العالم!
ثم تجد الانخفاض الهائل في سعر النفط, الذي هو العمود الفقري للاقتصاد السعودي, والذي ترك انخفاضه تأثيرات سلبية ضخمة على مجمل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للوطن والمواطن السعودي على حد سواء, وهو ما نراه مخططا مقصودا وليس خبط عشواء.
ثم محاولات التحرش الإيرانية بالسعودية, والتي تتخذ أبعادا متزايدة, وتعلو نبرتها بين الحين والآخر, وتطورت في الآونة الأخيرة لتهديدات فجة, باستهداف السعودية وقادتها وما تحويه من بقاع مقدسة, بصورة علنية توحي بضوء أخضر غربي على هذه الممارسات الإيرانية المستهجنة.
وأخيرا , في هذا الملف, نرى إشعال الحرائق وتركها لا تحسم ولا تنتهي, بل ثم إصرار غريب على استمرارها, وليس أدل على ذلك من الحرب اليمنية على حدود بلاد الحرمين مباشرة, حيث وصل ويصل لهيب تلك الحرب إلى الحدود ويلحظ مما سبق أن البلاد تحاصر بحروب متعددة: محاولات عدة للإرهاب داخل البلاد لاستنزاف قوى الأمن , وحرب خارجية (اليمن) لاستنزاف طاقات الجيش, وحرب اقتصادية ( انخفاض سعر البترول) للتاثير على مقدرات البلاد اقتصاديا, وحرب معلوماتية (دعم الإرهاب) لتشويه صورتها عالميا.
ولعل قانون جاستا الأمريكي, هو مجرد بداية في الخطة التالية, أو الخطوة التالية لحصار السعودية, كونه يفتح الطريق أمام رفع دعاوى قضائية على بلاد الحرمين وقادتها بدعوى دعم الإرهاب, وهو ما يمهد الطريق نحو الاستيلاء على أموال ومدخرات وودائع البلاد بالغرب وشيطنتها على نحو ما حدث مع العراق من قبل.
إن بلاد الحرمين في مرمى الاستهداف..فماذا بعد؟!
https://sabq.org/
صفحة جديدة 2
__________________