كلمة "
أحبك" أو "بحبك" أو "الحب" هى أساس الحركة الغنائية العاطفية ولا يوجد مطرب لم يتضمنها فى أغانيه لكن هناك 5 مطربين كانوا الأروع والأصدق أحساسا فى الغناء للحب وهم شادية وعبد الحليم حافظ وصباح وأم كلثوم ويضاف إليهم عظيم آخر هو المطرب محمد عبد المطلب بأغنيته "حبيتك وبحبك" فهؤلاء العظماء الخمس عبّر كل منهم عن معنى الحب بطريقته ولمست أغانيهم قلوبنا؟
"قدمت الفنانة شادية أغنية بعنوان "أحبك" من كلمات صالح جودت، وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، وتوزيع أندريا رايدر، وتعد هذه الأغنية تحفة فنية من حيث الكلمات السلسة المعبرة التى تؤكد معانى الحب والتضحية فتقول شادية: "أحبك.. أحبك وأضحى لحبك أعز الحبايب وعمرى ما اكابر وأقول وأنت حاضر وأقول وانت غايب.. أحبك أحبك.. أنا أنا أنا أحبك.."، فهناك كم من العذوبة فى الكلمات والسلاسة وتوصيل معانى الحب بتقطيع من الشاعر أكمله أيضا اللحن الراقص الـ"سلو" من مقام "النهاوند"، وهو من أكثر المقامات المناسبة للحالة العاطفية في التعبير عن مشاعر الحب وكما هو معروف في تلك الأغنية أن الموسيقار محمد عبد الوهاب تحرك فىها بأكثر من مقام، منها الماجير والحجاز والكرد، ويصر موسيقار الأجيال فى هذه الأغنية على تقديم المفاجآت اللحنية، فالأغنية بها الكثير من التكثيف الأوركيسترالى.
أما عن شادية وأداؤها الرائع فهناك حالة تغنى بها شادية يظهر فيها خفة دم لا مثيل لها وروح وسلاسة جميلة، لأنها تضع المستمع معها فى الموقف العاطفى الذى تتعايش فيه، فصوتها فى هذه الأغنية يأسر من يسمعها بإحساسها الصادق ودلعها فى الغناء.
ثانى العظماء فى الغناء للحب هو العندليب عبد الحليم حافظ فحينما قرر أن يغنى كلمة "أحبك" اختلفت كثيرا عن كل من غنوا تلك الكلمة فاختار أن يعبر عن حالة الحب التى تظهر على المحب فى جميع حالاته، وتصل به إلى درجة من الفرحة تجعل نفسه مفتوحة للكون من خلال كلمات العبقرى مرسى جميل عزيز، والملحن الكبير محمد الموجى والموزع على إسماعيل فقال : "أحبك.. كلمة بقالها أيام وليالى تدوب فيا، عايز تروحلك وأنت بعيدة عليا"، ويصل مرسى جميل عزيز بحالة الحب ليجعل نفسه تكون مفتوحة للكون كله بقوله: "يا صحابى يا أهلى يا جيرانى أنا عايز اخدكوا فى أحضانى".
فالكلام رقيق وجميل والمشاعر فياضة، ولذلك جاء اللحن من مقام الكرد، وهو مقام عاطفى جدا واللحن به "سيمترية" ولم يكتف الملحن بذلك بل يمر بنا على مجموعة إيقاعات متعددة والموجى فى مدخل كوبليه "بحبها" ينتقل لكرد آخر على درجة أخرى من السلم الموسيقى وهى درجة الـ "re" والموزع على إسماعيل لم يستخدم أوركيسترا كاملا، لكنه استطاع فى التوزيع أن يجعل الرتم فى الأغنية به الكثير من التنوع والإثراء والجمل المتعارضة وأهم ما يميز هذه الأغنية أنها بالفعل فرجة فى التوزيع وأداء عبد الحليم حافظ فيها يحمل الصدق كله والإحساس لديه يصل سريعا لكل من يحب مثله.