حاج يبكي بعد معرفته أن العلاج بلا مقابل!
الخدمات المجانية التي تقدمها السعودية لضيوف الرحمن أمراً مستغرباً وغير مفهوم لدى الكثير من الحجاج الذين لم يعهدوا تقديم مثل تلك الخدمات بهذا الشكل في بلدانهم التي قدموا منها، وخصوصًا الوجبات الغذائية المجانية التي يتم توزيعها في المشاعر والمدينتين المقدستين، وحتى هدية خادم الحرمين الشريفين من إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وأكد عدد من الحجاج أن هذه المصاحف «الرائعة» يشترونها في موطنهم بالمال، فيما استغرب آخر رفض شاب كشاف استلام مبالغ مالية لقاء خدمات طبية قدمت له في إحدى المستشفيات الحكومية في مكة، ما دعاه إلى محاولة تسليمها للكشاف الذي ساعده في الوصول إلى مقر العلاج، وبكى آخر عند زيارته مستشفى أجياد في مكة بعد تقديم العلاج مجاناً للحجاج.
وذكر أحد قادة الفرق الكشفية المساعدة لوزارة الصحة في تنظيم العمل في مستشفى أجياد عبده زقيلي أن أحد الحجاج الأتراك قدّم مبلغ 400 ألف ليرة تركية لمنسوبي المستشفى ظناً منه أن العلاج في المستشفى بالمقابل، لكنه فوجىء عند اعتذارهم بأن الخدمات العلاجية مجانية، وماكان منه إلا أن أعطى المال للكشاف الذي كان برفقته لكنه دهش عندما رفض الكشاف أخذ المبلغ فاستقبل القبلة وأخذ يدعو بصوت عال الأمر الذي دعا الموجودين في صالة المستشفى إلى التأمين على دعوته في صورة من الصور الرائعة التي لا تشاهد إلا في مواسم الحج.
ولا يقتصر الأمر في تقديم الخدمات المجانية وتوزيع المستلزمات وتخصيص الكثير من الهدايا والهبات للحجاج على الجهات الحكومية فقط، بل يتعداه إلى المواطنين السعوديين، إذ يحرص السعوديون خلال فترة الحج على توزيع الوجبات المجانية على الحجاج، إضافة إلى تقديم الخدمات التطوعية، رغبة منهم في نيل الأجر والثواب من الله، معتبرين أنه واجب ديني ووطني لا يختلف اثنان منهم عليه.
ويقول أحد المتعاونين مع المستودع الخيري في مكة المكرمة فهد الخزاعي: إنه شارك في موسم حج العام الماضي في توزيع ما يقارب نصف مليون وجبة على حجاج بيت الله الحرام في منى وعرفات ومزدلفة، من خلال 17 نقطة موزعة على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، «وهو ما سيكون في هذا العام إن لم يكن أكثر».
ويحرص الكثير من محبي عمل الخير على شراء ما يحمله التجار من أطعمة وعصائر ومياه ومن ثم توزيعها مجاناً على ضيوف الرحمن، إذ يقول أحد المداومين على بيع العصائر في كل موسم محمد الجابري: «لا نخشى كساد تجارتنا ففي أيام الحج يكون البيع إلى فاعلي الخير ضمان للجميع، وغالباً ما يأتي أحدهم ويدفع ثمن شاحنة كاملة ويطلب منا توزيعها مجاناً على ضيوف الرحمن، كما أن هناك من يحرص على التعاقد مع المطابخ والمطاعم في مكة المكرمة وجدة لتوزيع الوجبات الساخنة والباردة على الحجاج في كل من منى وعرفات ومزدلفة، وحتى في أماكن إقامتهم في مكة المكرمة، بحيث يتم جلب تلك الأطعمة إليهم في داخل مخيماتهم و أماكن سكنهم».
صفحة جديدة 2