مع مطلع شهر ديسمبر 2010 ، اقترب عدد مشاهدي فيديو "معركة كروجر" الشهير "من أجل البقاء"، من الـ 58 مليون مشاهد، وتقدم "سبق" القصة الكاملة لهذا الفيديو، الذي يرصد على مدى 8 دقائق، معركة جرت بين قطيع من الجاموس الوحشي، ومجموعة صغيرة من الأسود، وتمساح أو اثنين.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن الفيديو تم تصويره في سبتمبر عام 2004، على مجرى نهر صغير في "حديقة كروجر الوطنية" بجنوب إفريقيا، وصوره مصور الفيديو ديفيد بودزنيسكي والمصور الفوتوغرافي جاسون شولسبيرج.
وحين تم تصوير الفيديو، لم يكن جمهور الإنترنت قد عرف تقنية الـ "يوتيوب" وهو موقع عرض شرائط الفيديو القصيرة، الذي دشن في فبراير عام 2005، لهذا لم يوضع هذا الشريط على الإنترنت إلا في عام 2007، لتصبح بعدها "معركة كروجر" إحدى كلاسيكيات "اليوتيوب" لما تتميز به من عناصر درامية، ونهاية ملحمية.
أما وضع الفيديو على "يوتيوب" فله قصة غريبة، رواها تقرير شبكة "إيه بي سي نيوز" الأسترالية التي قالت: "إن مصور الشريط بودزنيسكي اقتصر على مشاهدة الشريط مع العائلة والأصدقاء، لمدة عامين، وقد طلب شولسبيرج الذي لم تكن معه الكاميرا في ذلك اليوم، نسخة من الشريط، لأن بودزنيسكي لم يكن يعلم ما هو الـ "يوتيوب"، وفي مايو 2007، قرر المصور الفوتوغرافي جاسون شولسبيرج إرسال نسخة من الفيديو إلى صديقه الذي غادر جنوب إفريقيا إلى ولاية أوهايو الأمريكية، وبدلاً من إرساله عبر البريد، قرر شولسبيرج وضعه على موقع "يوتيوب" ليفاجأ بعدها بما حدث، حيث يقول: "كنت أعتقد أن وضعه على موقع (يوتيوب) أسهل من إرساله بالبريد، لكن اكتشفت أن الملايين يشاهدون الفيديو، لم نكن نتخيل ذلك" ومن بعدها تناقلت محطات التليفزيون الشريط، حيث عرض الفيديو على تليفزيونات "قناة ناشيونال جيوغرافيك" و "ناشيونال جيوغرافيك الوثائقية" و "أنيمال بلانيت" و "إيه بي سي نيوز" و "إي كوت".
ومنذ تم بثه عام 2007، أصبح واحداً من أشهر الفيديوهات، حيث فاز في العام نفسه بجائزة "أفضل فيديو لشاهد عيان" وهي من الجوائز السنوية التي يمنحها موقع "يوتيوب"، وفي شهر ديسمبر 2010، وصل عدد مشاهديه إلى ما يقرب من 58 مليون مشاهد، وحصل على ما يزيد على 72 ألف تعليق.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن الفيديو التقط بكاميرا كام كوردر، من سيارة صغيرة على الجانب الآخر للنهر، حيث جرت الأحداث.
وتحت عنوان "الفيديو الظاهرة" كتب بوبي جونسون في صحيفة "الجارديان" عن "معركة كروجر" قائلاً: "يبدأ الفيديو بقطيع صغير من الجاموس الوحشي، يسير على جانب النهر، في حين يجلس قطيع صغير من الأسود متربصاً، وحين يلمح الجاموس الوحشي الأسود، يفرون عائدين، فتبعتهم الأسود بسرعة، حتى تمكنوا من القبض على صغير الجاموس الوحشي، وسقطوا به في النهر دون قصد منهم، ثم قبض أسدان على رقبة الصغير محاولين قتله، وفي اللحظة التي كانوا يجُرون فيها الجاموس من الماء، أسرع تمساح محاولاً الإمساك بالجاموس، ودخل في معركة صغيرة انتهت بسحب الأسود للصغير، وفي اللحظة التي جلس فيها الأسود لأكل الصغير، كان قطيع ضخم من الجاموس الوحشي قد أحاط بالأسود، وبدأ في مهاجمة الأسود ونطحها ورفسها، وبعد معركة شرسة، ظهر فيها أحد الأسود وقد طار في الهواء من الضرب، استطاع قطيع الجاموس الوحشي استعادة الصغير حياً، لتنتهي المعركة بمطاردة بقية الأسود، إنها دراما فقد الصغير واستعادته من جديد، والنهاية الملحمية بتوحد كل أفراد القطيع من أجل هدف واحد".
وفي مقابلة أجرتها مجلة "تايم" الأمريكية مع المتخصص في سلوك الحيوان، البروفيسور سو ماكدونال من جامعة "بنسلفانيا" قال: "إن القطيع الضخم من الجاموس الوحشي، قد ينقسم إلى قطعان صغيرة يسيطر عليها ذكر، ومعه عدة إناث وصغارها، أو ذكور دون إناث، فإذا تعرض الصغير إلى الخطر، يتجمع القطيع، سواء الذكور ومعها الإناث، أو حتى الذكور دون الإناث التي عادة ما يحارب بعضها بعضاً، ويتوحدون كلهم لإنقاذ صغير القطيع".
وفي مقابلة مع شبكة "ناشيونال جيوغرافيك " قال الكاتب والمصور ديريك جوبرت: "لقد كان الشخصان اللذان صورا هذا الفيديو محظوظين، ونحن كذلك، لأننا حصلنا على مشهد مليء بالدراما والدلائل، منذ البداية وحتى النهاية".
الغريب أن جوبرت، وحسب موقع شبكة "إيه بي سي نيوز" حاول على مدى عمره المهني "25 عاماً" أن يحصل على مثل هذه المعركة الكاملة.. ولم يستطع.