خطاب الحارثي الأخير بخط يده أنهيت حياتي ولا أحمل أحداً المسؤولية
حصلت «عكاظ» على الوصية الكاملة لأكاديمي مكة أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة أم القرى ناصر الحارثي، والتي كانت بمثابة الوداع الأخير الذي فضل توجيهه إلى الجهات الأمنية وأفراد عائلته وأصدقائه. واحتوى الخطاب الأخير للدكتور الحارثي والذي وجد على مكتبه على ثلاث خطوات، تتضمن وصايا لأفراد أسرته، ونصائح عن كيفية التعامل مع الوضع بعد اكتشاف وفاته.
وكشفت مصادر أمنية لـ«عكاظ» اللحظات الأولى من مباشرة الجهات الأمنية للحادثة، حيث اضطرت إلى كسر باب المكتبة الذي أغلق بإحكام، وعثر على جثة الدكتور معلقة في منتصف مكتبته الخاصة، معلقا بعمامة رأسه «شماغ»، ويرتدي قميصا للنوم، والدم متخثر في رجليه، ما يعني أن الوفاة حدثت قبل أكثر من 10 ساعات من العثور عليه.
وأوضحت المصادر أن درجة البرودة مرتفعة في مقر الحادثة، ولذلك لم تنبعث أي روائح من الجثة، مشيرة إلى العثور على قرابة 30 مكالمة هاتفية على هاتفه المحمول في فترة ما قبل اكتشاف وفاته.
وتناولت الوصية المكونة من صفحة واحدة كتبت بخط اليد، وموجهة إلى من يعثر عليه ميتا، حيث وصف فيها خطوات ما بعد الانتحار ووضعها على المكتب، وفوقها القلم بجوار جهاز الكمبيوتر المحمول.
وفي الجهة الأخرى من المكتبة كان هناك سرير نوم فردي وجد عليه كروكي لمسجد الخيف كتب عليه بخط يده بعض المعلومات التاريخية، مطالبا استكمال البحث العلمي حول هذا الموقع التاريخي المهم.
وقضت الجهات الأمنية قرابة الست ساعات متواصلة داخل المكتبة لرصد كافة الحيثيات التي صاحبت وفاة الدكتور ناصر لتوثيقها ورفع البصمات والاستعانة بخبير خطوط أمني للتأكد من أن الوصية كتبت بخط يده، حيث قورنت مع خمسة بحوث مكتوبة بخط يده، وتوصلت الجهات الأمنية إلى قناعة كاملة بأن الوصية كتبها الدكتور ناصر.
وفصل الدكتور ناصر الحارثي في وصيته خطوات ما بعد الانتحار للتخفيف من وطأة نبأ انتحاره على أسرته، مرجعا سبب إقدامه على هذه الخطوة إلى خسائر وضغوطات مالية كبيرة أدخلته منذ أشهر مرحلة اكتئاب حدت من قدرته على مواصلة الحياة.
وكتب بخط يده «أنهيت حياتي ولا أحمل أحدا المسؤولية»، موضحا في تلك الورقة أنه فضل الموت بعيدا عن بيته حتى لا تحدث كارثة بين زوجتيه وأبنائه الكبار.
وفي السياق نفسه، حققت هيئة التحقيق والادعاء العام مع أفراد أسرة أكاديمي مكة أمس، لكشف ملابسات الحادثة الغريبة والجدلية برفض ذويه التسليم بشبهة الانتحار.
وعلمت «عكاظ» أن أسرة أستاذ الآثار الحارثي تركزت أقوالهم أمام الادعاء العام حول وضع والدهم في الفترة التي سبقت وفاته، وكذلك تضمنت وضعه النفسي والوضع العائلي وآخر القضايا التي تحدث فيها معهم وأوضاعه الصحية، وإذا كانوا يتهمون أحدا بالوقوف وراء وفاته.
وفي جانب آخر، شرعت اللجنة الطبية المكلفة من قبل الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة بتشريح جثة الحارثي لإصدار تقرير طبي نهائي يوضح الأسباب الحقيقة وراء وفاته، ويتوقع صدور التقرير مطلع الأسبوع المقبل.
صفحة جديدة 2