يوسف حرب
مفهوم الشعر العربي
يُعرف الشعر العربي على أنّه الكلام الموزون المُقفّى، والذي يحمل معنى معيناً، وقال عنه ابن منظور: (الشعر منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كلّ علم شعراً)، وقال الفيومي: (الشعر العربي هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يُسمى شعراً ولا يُسمى قائله شاعراً)، وبالتالي فإنّ الشعر يتمثل بأربعة شروط، وهي الآتية: المعنى، والوزن، والقافية، والقصد.
الشعر ديوان العرب
يُعتبر الشعر ديوان العرب، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فلتمسنا ذلك)، فالشعر العربي ذو أهمية كبيرة؛ كونه استوعب كافة خصائص الأصل العربي، وأحاط بجلّ مادة العرب اللغوية، وكان الشعر العربي الجاهلي فناً مستوعباً أسباب النضج اللغوي والكمال الفني، وبناءً على ذلك أوصى الصحابة والسلف بالاهتمام بالشعر العربي الجاهلي.
أغراض الشعر العربي
تتعدد أغراض الشعر العربي، ومنها ما يأتي:
الهجاء: هو أحد فنون الشعر العربي، وعندما يُريد الشاعر هجاء أحد فإنّه يلبس حلة كحلل الكهان، ويحلق رأسه، ويترك له ذؤابتين، ويدهن أحد شقي رأسه، أوينتعل نعلاً واحداً، وذلك من أجل أن تُصيب لعناته بكلّ أشكال النحس، ولهذا السبب كانوا يتشاءمون منه.
الغزل: هو أقرب أغراض الشعر إلى القلب، وأقربها إلى طبيعة الإنسان، وعادةً ما تكون المرأة موضوع الغزل، حيث تناول الشعراء جمالها المادي والجسدي.
الحماسة: يُقصد بها القوة، والشدة، والشجاعة، والحماسة في القتال، والتغني بصفات البطولة والرجولة، وبالتالي فإنّ هذا الغرض الشعري يُصور المثل العليا للفروسية التي تقوم عليها صلاة الصحراء؛ ولذلك فإنّ الحماسة كانت في طليعة الفنون، وأقربها إلى الأنفس.
الرثاء: أبدع الشعراء في فن الرثاء، وذلك بسبب اقترابه من النفس، وتعبيره عن اللوعة الصادقة والقلب الحزين.
الوصف: وصف الشاعر الجاهلي الطبيعة الصحراوية والمتمثلة بوصف الحيوان، والنبات، والأطلال، والأمطار.
الحكمة: تُمثل ثمرةً من ثمار التجارب الطويلة، والنظرة الثاقبة، والأخلاق الرفيعة.
صفحة جديدة 2