قصة قصيرة
زهق من المشاكل ..
20 سنة جواز ..
وفى الاخر اخد قراره ..
رجع من شغله ..
قالت له احضر لك الغدا
قال لها .. لأ .. انا عايز اقولك على حاجة
متهيألى انا عملت كل اللى عليا
طول السنين اللى فاتت
بس انا مش قادر استحمل زيادة
وخايف انى اخسر اكتر من اللى خسرته
عشان كدة انا قررت انى ابعد ..
مش هينفع اكمل حياتى معاكى
الولاد كبروا ..
وتقدروا تعتمدوا على نفسكم من غيرى
وانا كدة كدة هاسيب لكم اللى يكفيكم ..
كانت قاعدة قدامه متماسكة كعادتها ..
مافكرتش تدافع عن نفسها ..
رغم انها عارفة انه بيقابل واحدة تانية ..
كل اللى قالته له ..
محتاجة منك شهر واحد
قال لها .. وايه اللى هيحصل فى الشهر ده
قالت له .. دا اخر طلب ..
اعتبره مكافأة نهاية الخدمة
سكت شوية ..
وف الاخر قال لها .. شهر واحد مش اكتر
بكل كسرة قالت له .. ربنا يخليك
بس انا عايزاك فى الشهر ده .. كل يوم تتغدى معانا
وبعد الغدا .. تشيلنى لحد الأوضة
قال لها .. ايه الكلام الغريب ده
قالت له ..
دى اول مرة اطلب منك طلب .. ارجوك اقبل
بكل تغصب قال لها .. موافق ..
وف سره بيقول .. اهو شهر يعدى بالطول ولا بالعرض
وبعدها هابقى بحريتى
تانى يوم رجع فى ميعاد الغدا .. وقعد على السفرة
بص لولاده وهم بيحطوا الاطباق ..
ومامتهم فى المطبخ
لقاهم منظمين جداً .. نضاف جداً ..
بيحطوا له الاكل بمنتهى الأدب ..
قعد ياكل وهو بيراقبهم بعينيه ..
بقاله كتير ما أكلش معاهم
لقاهم بيتكلموا مع مامتهم فى حياتهم وظروفهم
وهى بكل حكمة بترد عليهم
خلّصوا الاكل .. والولاد دخلوا اوضتهم
فضل قاعد مستنى الأم عشان يشيلها لحد الاوضة
مر حوالى ساعة وهى واقفة بتنضف المطبخ بعد الغدا
وجات له .. قام لف ايديه حواليها وشالها
فى الاول كان مستغرب .. ومتضايق ..
وصلها الاوضة .. وخرج علطول ..
عشان يرتب حاله عشان يخرج
تانى يوم .. اتكررت نفس الاحداث ..
كان متخيل انه هيتعب من شيل مراته
بس اخد باله .. لأول مرة
انها خست جداً وبقت هزيلة .. بس لسة جميلة
تالت يوم وهو شايلها ..
بص على شعرها من غير ما تاخد بالها
لقاه مليان خصلات بيضا ..
كان فى الاول بيرجع البيت وهو متضايق ..
بس بعد اسبوع .. بقى يستنى ميعاد رجوعه ..
عشان يطمن على ولاده
مر حوالى نص الشهر ..
وكالعادة بعد ما شال مراته لحد الأوضة ..
لقى نفسه مش عايز يخرج ..
جاب كتاب .. وقعد يقرا فيه جنبها
بس اخد باله .. ان مراته اخدت دوا
قال لها ايه دا ..
ودى كانت اول مرة يتكلم معاها من بعد الاتفاق
قالت له .. ابداً .. دا مسكّن .. مصدّعة شوية
كمّل قراية .. واعتذر عن الخروج فى اليوم ده
بعدها بيومين .. وهو شايل مراته كالعادة
لقاها لفت ايديها حوالين رقبته ..
ولأول مرة .. مايبقاش متضايق او عايز الوقت يعدّى
عدّوا كمان 10 ايام ..
لقى نفسه بيرفع سماعة التليفون ..
الو .. انا اسف مش هينفع نتقابل تانى ..
انا لازم اكون موجود فى البيت كل يوم ..
اليوم اللى بعدها ..
اخد اجازة لأنه كان نفسه يقضى يوم فى البيت
جه جواب بإسم مراته ..
دفعه الفضول انه يفتحه ..
لقاه طلب عاجل من المستشفى بالاتصال بيهم للضرورة
اتصل بالمستشفى .. وكانت المفاجأة
يا فندم .. زوجة حضرتك المفروض ترد علينا ..
هتعمل عملية استئصال الورم ولا لأ
الدكتور المعالج قدامه يومين ويسافر
وفرصة نجاح العملية لو حد غيره هو اللى عملها ضئيلة جداً
كان بيسمع الكلام ده .. وشريط بيمر قدام عينيه
يومين ويسافر ؟ .. هم اليومين اللى فاضلين فى المهلة
الدوا ماكانش مسكّن للصداع ..
دا كان مخدّر عشان تقدر تتعايش مع الالم
رد عليهم وقال لهم .. انا بأكد الحجز .. وقفل معاهم
وقام يجرى على مراته .. ودموعه بتجرى قبله
وطّى على ايديها وباسها .. حست بيه وصحيت
قامت من نومها مخضوضة عليه .. مالك .. فيه ايه؟
قال لها ..
خبيتى عليا ليه انك عيانة ..
ازاى تختارى انك تعيشى الشهر المهلة بالطريقة دى ..
بدل ما تختارى انك تتعالجى
قالت له ..
ايه فايدة انى اخف .. وافضل عايشة لوحدى
انت اصلك كنت واحشنى جداً
الشهر اللى عشته معاك .. كان احسن مكافأة نهاية خدمة ليا
قال لها ..
وحياة كل شعرة بيضا ..
طلعت فى راسك جوا بيتى ..
وحياة ولادى اللى ماحسيتش عمرى بتعب فى تربيتهم ..
عشان كنت سايبهم لك ..
وحياة سنين عمرك وشبابك اللى راحوا ..
وانتى ساكتة وعايشة عشان خاطر البيت والولاد ..
وحياة كل حباية مسكّن اخدتيها .. وانا مش حاسس بتعبك
ربنا يمد فى عمرى .. بس عشان اعوضك اللى اخدته منك
خرجوا جرى ع المستشفى ..
خلصوا التحاليل والأشعات المطلوبة
والعملية اتعملت ونجحت ..
بس النجاح الأكبر ..
كان فى حياتهم اللى ابتدت بعد العملية ..