ايران تتغلغل ببطء وبخفاء على حدود كل الخليج
إيران على بعد أمتار يا عرب الخليج والجزيرة
المعلومات الواردة في هذا التقرير, مصادرها شتى, فهي تستقى من ينابيع المعارضة الايرانية, ومن العراقيين في ديارهم وقراهم وتجمعاتهم على الحدود الايرانية العراقية, والعراقية العربية, ومن المحافظات الجنوبية, حيث يتأكد التوغل الايراني لبناء مثابات ايرانية على الحدود العراقية السعودية والعراقية الكويتية, وتتعدد اساليب بناء محطات التجسس والوثوب وتجنيد العملاء وتوطيد النفوذ لتحقيق اغراض آنية ومستقبلية تتراكم من دون ان يتصدى لها جهد رسمي عراقي أو عربي, فالعراق ساحة مفتوحة, والحدود العربية معه مشغولة باهتمامات أخرى, وحيث انعدم الجهد الامني العربي والعراقي, فتحت الابواب امام حلقات اجهزة المخابرات الايرانية ووزارة اطلاعات, ليس بالنشاط على الارض العراقية وحسب, وانما تطل مصادرها الاستخبارية على الاراضي السعودية والكويتية كمنافذ الى الجزيرة العربية ودول الخليج كلها, من على الارض العراقية.
وبرغم ان المثابات التي اوجدتها اجهزة النظام الايراني في عمق الصحاري والبيد العراقية, وعرة وصعبة المسالك والاستيطان,الا انها استغلت هذا الواقع لترسيخ مجال حيوي لحرية الحركة مستفيدة من تعاون عملائها الذين اخترقوا اجهزة الجيش والشرطة العراقية بشكل واسع ومؤثر جدا, واغفال الاميركان والبريطانيين حدود غرب العراق لاسباب تتعلق بجهلهم بالجيوبوليتيكيا العراقية العربية الاقليمية, ومفرداتها المفصلية التفصيلية في المواضيع المخابراتية والنشاط على جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية أخرى.
افادات العراقيين و المعلومات الاخرى التي اوردتها وثائق غير رسمية, لكنها معبرة, وهي في مصاف الوثائق الرسمية بما تحويه من معلومات باتت تحديداتها الجغرافية, غائبة عن السلطات العراقية المشغولة بازماتها الداخلية, وعن الارشيفات التى كانت تحويها والتي اتلفت بفعل تسلل عناصر من اجهزة المخابرات الايرانية وتمكنها من الاستيلاء على هذا الارشيف واتلاف محتوياته او مصادرتها, وتصفية عناصر الامن والمخابرات العراقية الخبيرة والعارفة بها.
وعلى هذه الخلفية فليس غريباً علينا ان نعرف خرائط جديدة - مصورة- لطرق صحراوية وعرة تمتد من كربلاء الى النخيب, ومن السماوة والنجف والناصرية الى المنطقة نفسها - النخيب- ثم رأس الشنانه فالبريت وهي خرائط مرسومة ومكتوب عليها شروحات بالفارسية ترجمها لنا اصدقاء, لطبيعة الارض بين البريت والاراضي النجدية, واسماء وارقام العملاء, والبنوك التي يتقاضون رواتبهم منها, ونوعية المهام التي يقومون بها, والتي تتغطى بغطاءات عدة منها - تهريب المخدرات -, مافيات عدة لتهريب السلاح والذخيرة والتكنولوجيا والبشر- نساء واطفال- والاعضاء البشرية, مافيات ابعدت حتى البدو من رعاة الأبل عن مواقع رعيهم - وربيعهم - وبيدهم, ولم تعد اللهجة البدوية هي السائدة في المنطقة, فثمة لغة أخرى هي الحاكمة اليوم-الفارسية- حيث تتوغل قوافل الابل الى جانب طرقات - اللاندكروز-الرباعية الدفع - عبر الخطوط الحمر المرسومة على اوراق-ظهور نجد نزولاً الى الاحساء والقطيف, واسماء مشايخ القرى والعيون والواحات هناك, واوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية, وكيفية الانطلاق نحوها - خبيئة - أوخفية -أو-بالمستور- من محافظات كربلاء والنجف والسماوة والناصرية والبصرة-كما انك تجد أوراقأ مطبوعة على-برنتات-المولدات في الخيم الموزعة على الطريق بين النخيب وجديدة عرعر, وهي تصف لك من ستلتقي وكيف? وبالاسماء, حتى منطقة اللصف-ومخيمات الاصدقاء- حيث تقام كرنفالات ليلية على اضواء- ليلى علوي واللاندكروز والشينوك و...وتجد اوراقاً توضح لك معالم الطريق بين النجف والشبكة -وبركة زبيدة - بئر أو آبار زبيدة- على طريق المسبح العباسي القديم, حتى منطقة عيدها ومن ثم الجميمة داخل حدود نجد, بمالم يسمع به من قبل, ولم يقرأ عنه الكثيرون من العراقيين, وحالا يعرفونه اليوم, فقد غاب عن خرائطهم كما غابت الخرائط نفسها, بينما تعرفها تفصيلياً عناصر-اطلاعات- وتقدم لك ما يكفي للاشارة الى تفاصيل الطريق بين الجميمة وحائل داخل الاراضي السعودية. وتبلغ المسافة بين النجف والجميمة في نجد حوالي 350 كيلو متراً حسبما تشير الاوراق الموزعة على مستخدمي هذه الدروب والمسالك والشعب, ويمكن قطعها ذهاباً واياباً باللاندكروز ذات الدفع الرباعي- مع الاستراحات- في نهار واحد أو ربما نصف نهار عند الاستعجال.
وتجد من يخبرك خلال مسارك عن اصدقاء - في-واكعنة والشيحة والحوارة والصفاوي والشبكة والسلمان وعيدها- يملكون خياماً خاصة تزودن بالماء والوقود وتوفر لك الطعام والمبيت والحماية والمعلومات, وتخفي الاجهزة والاشخاص والاسلحة وما تريد ان تحبئ شرط ان تحمل هوية تؤكد انتماءك الى احد اجهزة النظام الايراني, او ان يتلقون اوامر منها بخصوص التعاون معك.
وثمة طريق يمتد من الزبير الى-الركعي- موازيا لظهر الباطن عبر وديان وظهور البرجسية -البرتك-الهليبة-جريشان- ثم طريق البصية واتجاهه نحو شمر في وادي الباطن ثم الى عذيبة والرحيل, في حين يتجه طريق آخر الى برك الحبارى والشكاية والعبيد والعرجة ومن ثم الى خرجة المقابة للركعي في نجد ومن الركعي يمكن التوجه مباشرة الى الرياض, وتزودك وريقات الصحراء هذه بمعلومات كتبت بالعربية والفارسية عن عدد الساكنين في هذه المناطق وطموحاتهم وانتماءاتهم العشائرية والمذهبية وعدد *****اتهم وقدراتهم المالية واستعداداتهم ومدى تعاونهم واسماء شيوخهم ووجهائهم, بل انك يمكن ان تجد اقراصاً مدمجة مسجلا عليها دروس تعلمك اللهجة البدوية السائدة ومفرداتها الشائعة, ويقول الكاتب الاميركي مايكل ليدين في وصف مافيا الصحراء الحدودية العراقية العربية الغربية- انها تستطيع ان تمرر الى الخليج جيشاً كاملا ً مزوداً بالدبابات والمدرعات,- وان ما يسمى بفيلق القدس- هو الذي ينشط بشكل رئيسي في المنطقة.
ويمكن القول الان ان هذه الصحاري وكهوفها, من خلال استفادة اجهزة المخابرات الايرانية من الخبراء بها, قد تحولت الى مواقع لخزن الاسلحة, لتجهيز الخلايا النائمة التي يدعمها النظام الايراني وتواليه بما تحتاجه في ساعة الصفر التي يحددها, بل ان هذه المثابات يمكن ان تركب فيها وعلى عجل اجزاء الصواريخ المفككة وقواعد الاطلاق لتطلق على اي مكان في الجزيرة والخليج, من دون ان يتحمل النظام الايراني مسؤولية اطلاقها, فهل من صحوة يا عرب الجزيرة والخليج?
* كاتب وصحافي عراقي
عبدالكريم عبدالله*
المصدر / منتدى الدفاع عن السنة
صفحة جديدة 2
__________________