كيف بدأت قصة قطر والإخوان المسلمين وإيران لمحاولة فاشلة تستهدف السعودية والشرق الأوسط
كيف بدأت قصة قطر والإخوان المسلمين وإيران لمحاولة فاشلة تستهدف السعودية والشرق الأوسط؟!
مجلة أمريكية: دعموا القاعدة تحت عنوان "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"
أهم دور يجب أن تلعبه واشنطن هو ضمان أن تنهي قطر دعمها نهائيًّا للإخوان المسلمين وحماس والإرهابيين، وأن تضمن ألا تستغل إيران وروسيا الاختلافات بين حلفاء أمريكا في هذه المنطقة المهمة، وأن تلتزم الدوحة بقطع التمويل للجهات المشبوهة، وتعمل مع دول المنطقة في محاربة التطرف والعنف.
جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة "ذا إنترناشيونال إنترست" الأمريكية المهتمة بالشؤون الخارجية، التي كشفت أن أحد أهم أسباب الأزمة الحالية مع قطر هو علاقاتها مع أطراف متشددة ومتطرفة، لافتة إلى أن الدوحة تتضرر اقتصاديًّا، وخصوصًا أن السعودية أغلقت الحدود التي كانت تستغلها قطر لاستيراد ما لا يقل عن 40 % من احتياجاتها من المواد الغذائية.
من 1990 بدأت القصة
نقلت المجلة عن ديفيد أندرو واينبرغ مؤسس معهد الدفاع عن الديمقراطيات، الذي عمل سابقًا عضوًا في فريق العمل الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قوله: إن قصة كيف وصلنا إلى هنا تعود إلى عام 1990، حين غزت قوات صدام حسين الكويت، وواجهت الرياض ضغوطًا من دعاة الإخوان المسلمين المحليين الذين طالبوها بتقديم تنازلات سياسية، بما فيها وضع حد للترتيبات الأمنية السعودية - الأمريكية. واستغلت قطر بعد ذلك بسنوات تلك الحادثة حين انقلب حمد بن خليفة آل ثاني على والده في انقلاب استولى فيه على السلطة، وبرزت الدوحة داعمًا للإخوان المسلمين.
انقلاب دموي في قطر.. عداء صريح للسعودية
في 1995 نفَّذ ولي العهد حمد بن خليفة آل ثاني انقلابًا على والده مسيطرًا على الحكم، بينما كان الأمير في عطلة بأوروبا. وأسس حمد قناة الجزيرة في عام 1996 في إطار مشروع، بلغت تكاليفه 150 مليون دولار، بوصفها أول محطة عربية تهاجم الأنظمة العربية باستثناء النظام القطري.
وعملت الجزيرة كقوة ناعمة قطرية للإساءة إلى السعودية والخليج ودول عربية، ومنحت الكثير من الوقت والبرامج لإسلاميين متطرفين، ومنحت الإخوان المسلمين منبرًا قويًّا، ومن أبرزهم يوسف القرضاوي.
واستمرت الجزيرة في عدائها، وبدأت في عام 2002 باستضافة معارضين سعوديين مدعومين من قطر ومن جهات مشبوهة؛ وهو ما أدى إلى سحب السعودية سفيرها من الدوحة لمدة ستة أعوام.
واستمرت الدوحة في سياساتها الخارجية المنحرفة التي تقدم الدعم السياسي وحتى الاقتصادي لإيران وعدد من وكلائها، مثل حماس وحزب الله ونظام الأسد، وأيضًا تنظيم القاعدة الذي عمل على تهديد الأمن السعودي والعالمي أيضًا، في حين كانت الرياض تحاول أن تكون سياستها وعلاقاتها مع قطر معتدلة، إلا أن الدوحة لم تتوقف عن لعبتها.
قاعدة العديد الأمريكية
وعملت قطر على دعم تنظيم القاعدة، وروجت لأفكار مختلفة ضد المصالح السعودية – الأمريكية، تحت عنوان "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، التي اتخذتها القاعدة مبررًا لتنفيذ هجمات إرهابية ضد الرياض وواشنطن.
ويؤكد مؤسس معهد الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد واينبرغ أن قطر نجحت في نقل الولايات المتحدة قاعدتها العسكرية من السعودية إلى أراضيها في العديد.
وأضاف بأن الدوحة في عام 2011 وضعت كل ثقلها خلف جماعات الإخوان المسلمين في محاولة لتحدي النظام القائم في مصر؛ وهذا ما فرّق من جديد بين الرياض والدوحة. ودعم قطر مليشيات الإخوان أو أحزابًا سياسية في أنحاء المنطقة أقلق بقوة الدول العربية، وبرز التوتر أكثر ما برز في مصر؛ إذ دعمت الدوحة حكومة الرئيس الإخواني محمد مرسي، وطعنت النظام القائم.
وذكر واينبرغ أن قطر بدأت تزيد بعد ذلك دعمها للإخوان المسلمين؛ ما جعلهم أكثر عنفًا في المنطقة، وفتحت أبوابها إلى قادة من حماس وعسكريين وسياسيين، توجهوا إلى قطر كملاذ آمن.
إخفاق الدوحة
في مارس عام 2014 سحبت دول خليجية عدة سفراءها من الدوحة، ووصفت أوساط خليجية الخطوة المشتركة ضد قطر بأنها تعبير عن نفاد صبر السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة.
وملخص القصة فيما تقوله الرياض وأبوظبي والمنامة عن سلوك الدوحة المعادي لها يعود بسبب تدخل قطر المستمر في الشؤون الداخلية لدول المجلس؛ إذ أصبحت أراضيها ملجأ للأشخاص الذين يهاجمون نظام الحكم في السعودية والإمارات، آخرهم الدكتور يوسف القرضاوي، الأب الروحي لإخوان العالم، الذي تعدى على سيادة الإمارات؛ فردت قطر على استنكار الإمارات عليه ببث خطبه على قنواتها الرسمية.
وخشيت قطر عقب ذلك أن تحدث مقاطعة خليجية، وطردت سبعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، كما تعهدت بوقف التحريض وإنهاء دعمها للجهات المشبوهة والمتطرفين، ومنعت الجزيرة أيضًا من الاستمرار في التحريض وإشعال المنطقة، ومن أن توفر منبرًا للجماعات الإرهابية والمتشددين ممن يحرضون الشعوب ويشعلون المناطق، لكن قطر هذه المرة أيضًا أخفقت في الالتزام بالتعهدات التي قطعت، واتضح ذلك من خلال التصريحات العلنية التي استمرت ضد الخليج.
لنكن منصفين
يقول ديفيد واينبرغ: لنكن منصفين، فالسعودية والإمارات لديهما مشاكلهما الخاصة مع المتشددين، وتعملان لإنهاء أي أفكار تروج للكراهية والعنف، وتحاربان الإرهاب وكل من يمول الجماعات المتطرفة، ولكن قطر لم تتخذ أي خطوات أساسية لمحاربة الإرهاب.
وأضاف بأن الأزمة تزداد بين قطر والدول الخليجية يومًا بعد يوم، وعلى الولايات المتحدة التدخل، لكن ليس قبل ضمان نتائج ملموسة ومهمة.
وأشار إلى أنه يجب على واشنطن أن تسعى لضمان أن تنهي قطر دعمها نهائيًّا لجماعة الإخوان المسلمين وحماس وغيرها من المتطرفين، ومنع أطراف خارجية مثل إيران وروسيا من استغلال الخلافات في هذه المنطقة الحيوية.
https://sabq.org/RxBVqd
صفحة جديدة 2
__________________