التربية الخاصة.. خارج نطاق التعيين..!!
يُعتبر تخصص التربية الخاصة بفروعه كافة (إعاقة فكرية، سمعية، بصرية، صعوبات تعلم وموهوبين) من التخصصات الحديثة التي يحتاج إليها التعليم لسنوات قادمة، وهو تخصص فريد ونادر، وإنساني أيضًا، واستفادت منه كثيرٌ مدارس الدمج، التي لم يمضِ عليها عقد من الزمن. وكان التخصص لا يوجد سوى في جامعة الملك سعود في حقبة قريبة مضت، إضافة إلى عدد قليل من كليات المعلمين قبل انضمامها لوزارة التعليم العالي سابقًا. وكان منذ عشر سنوات تقريبًا يشغل تدريس تلك الفئة من طلاب التربية الخاصة بعض الوافدين العرب، ومن النادر جدًّا أن تجد معلمًا سعوديًّا يدرس ذلك التخصص الذي يهتم بتعليم فئة عزيزة على قلوبنا؛ ولذلك استعانت التربية سابقًا بمن حصلوا على دبلومات عليا في التربية الخاصة، وهم من حَمَلة البكالوريوس من تخصصات أخرى؛ لتغطية العجز الكبير الذي يعانيه ذلك التخصص النادر حتى الآن..!
ولذلك اتجه كثيرٌ من طلاب وطالبات الثانوية العامة في السنوات الأخيرة دون تردد منهم إلى تخصص التربية الخاصة بفروعه كافة في الجامعات التي في مدنهم، وبعضهم من الدفعات الأولى في جامعاتهم في ذلك التخصص ممن تخرجوا العام الماضي أملاً منهم بالاطمئنان بالحصول على الوظيفة فور تخرجهم، وذلك كان بتشجيع من مسؤولي التربية منذ سنوات قليلة مضت، لكن - مع الأسف - فوجئوا بانضمامهم مع من قبلهم من العاطلين!! ولذلك لا يعقل أبدًا بحال أن يكون تخصص التربية الخاصة قد تم الاكتفاء منه؛ فلا يتم تعيين خريجي ذلك التخصص، كما حصل مع خريجي التربية الخاصة حينما قابلوا الوزير مؤخرًا..!!
وختامًا.. وزارة التعليم وجَّهت في تعميم للمدارس الأهلية بضرورة تعيين خريجي التربية الخاصة بها، والوزارة تعلم أكثر من غيرها أن كثيرًا من المدارس الأهلية لا يوجد بها فصول تربية خاصة إلا فيما ندر، وإن وُجدت فهي قليلة جدًّا، لا تتجاوز أصابع اليدين، فكيف سيتم استيعاب البقية؟! ما زالت مدارس التعليم العام الذي توجد بها فصول الدمج، ومعاهد التربية الفكرية، التي توجد تقريبًا في كل مدينة ومحافظة، وفيها جميع التخصصات، لا يمكن أن تكون نضبت، فضلاً عن أن تكون اكتفت من خريجي وخريجات ذلك التخصص النادر والجميل والإنساني كالتربية الخاصة؛ حتى لا نحرم أبناءنا من تلك الفئة العزيزة على قلوبنا من حق التعليم..! وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا لم تدرج "التعليم" شواغر لذلك التخصص، ولو بعدد معين يستوعب كثيرًا منهم، مثلما أدرجت 10000 وظيفة تعليمية لتعليم البنين والبنات بالمناصفة لهذا العام، وهو عدد قليل جدًّا، لا يمكن بحال أن يغطي عدد المتقاعدين من المعلمين فقط، الذين بلغ عددهم 12 ألف معلِّم؟!! ونتساءل أيضًا: أين ميزانية الوزارة التي تبلغ مليارات؟! وإذا لا تسمح الميزانية فلماذا لا تطلب "التعليم" إيجاد وظائف شاغرة من "المالية"؛ حتى تتم تغطية العجز الواضح في المدارس؟! فكيف سيتعلم أبناؤنا وبناتنا بالمدارس مع وجود ذلك العجز الكبير الذي سيشهده العام الدراسي المقبل؟! لقد تعوَّدنا أن التعليم والصحة لا يمكن أن تتوقف تعييناتهما بحال في ظل أزمات اقتصادية عديدة مرت على بلادنا، ومنها حرب الخليج الثانية، فما الذي جدَّ الآن حتى تعتمد سياسة التقشف بحق وزارة مهمة وحيوية كوزارة التعليم، تهتم بتعليم وتثقيف جيل كامل من أبنائنا وبناتنا، سيفيدون المجتمع غدًا، وقد تسلحوا بالعلم والمعرفة، فهل هذا كثير على أبنائنا وبناتنا يا مسؤولي التعليم..؟!
ماجد الحربي - الرياض
صفحة جديدة 2
__________________