حكاية الدرباوية
الدرباوية مصطلح مأخوذ من كلمة الدرب، التي تعني الطريق الذي يسير عليه الإنسان، وهو يطلق على فئة من الشباب المنحرفين قولاً وفعلاً، والذين ظهروا قبل عقد من الزمان في دول الخليج ، ثم اشتهر فسقهم، وانتشر شرهم في بلادنا ، بعد أن ساهم الإنترنت في تيسير التواصل فيما بينهم، ونشر كل ما يتعلق بهم.
وهم فئة قليلة، لهم أماكن وتجمعات خاصة، ولهم مظاهر وطقوس معينة، منها: ما تراه عليهم؛ من ارتداء للملابس الغريبة، والأشمغة الملونة، التي يربطونها على شكل عصابة رأس، أو على هيئة لثام.
كذلك تجد الدرباوية يحرصون على تزيين سياراتهم وتنجيدها بأشكال ووشاحات غريبة، كما يعمدون إلى ترفيعها، أو تنزيلها، ثم السير بها خلف بعضهم البعض، يقودونها ببطء شديد، وفي وسط الطريق ، وعلى إيقاعات الأغاني، وصخب الموسيقى ؛ مما يتسببون في إعاقة السير، وسد الطرقات، ومضايقة الآخرين.
وهي فئة تمارس الطيش والعبث بالسيارة في مواقع معروفة فيما بينهم، وأمام المدارس في فترة الاختبارات؛ حيث يقومون ـ وهم تحت تأثير المخدرات ـ بالتفحيط بها، وقيادتها بحركات خطيرة مهلكة؛ كالتي تسمى: تربيع، تخميس، سلسلة، استفهام، ويستخدمون لذلك إطارات قديمة؛ لكي يشتعل فيها النار، وتكون سريعة الانفجار.
ومما يصنعه هؤلاء بالسيارات؛ تعمدهم إيقافها على مكان مرتفع، أو تنزيلها في حفرة، ثم بناء الحجارة عليها من كل جانب، دون هدف معلوم، ولا مصلحة ظاهرة من ذلك؛ سوى التسلي، ولفت الانتباه، والبحث عن الإثارة والإعجاب.
ولعل من أهم القضايا الجنائية التي يتكرر وقوعها من شباب الدرباوية؛ قضايا الممارسات الشاذة، والميول المثلية، وحوادث السطو والسرقة، والمضاربات بالأسلحة والآلات الحادة ، والتي تكشف لنا عن أنفسهم المملوكة بالغفلة والجهالة، والمملوءة بالغواية والجناية.
وهم الذين يظنون أن أعمالهم فيها رجولة وشجاعة، وقوة وقيمة ، بينما هي تدل دلالة كبيرة على عقلياتهم المتهورة، وأنفسهم الملوثة؛ فقد ابتعدوا عن الدين، وتربوا على الفساد والاندفاع ، وتعودوا على سلوك الشقاء والضياع.
فالواجب علينا نحوهم؛ أن نعتني بمعالجة أمورهم المحبطة، وقضاياهم المعلقة، كالفراغ والبطالة واضطراب الهوية، كما ينبغي استثمار طاقاتهم المعطلة، وقدراتهم المهدرة؛ في بناء مشاريع صالحة، وبرامج نافعة، يرفعون بها أنفسهم، وينفعون بها مجتمعهم.
كذلك ينبغي علينا توجيه الأسر الغافلة عن ممارسات أبنائها السلبية، والنظر في محاسبتها على تفريطها في التربية، وتهاونها في المتابعة، كما نحتاج إلى غرس المرور السري فيما بينهم؛ حتى نستفيد منه في قمع الجانحين المجرمين ، وردع المعاندين المفسدين.
د.عبدالله سافر الغامدي ـ جده.
صفحة جديدة 2
__________________