خطا ميلان خطوةً عملاقةً نحو التأهّل إلى الدور رُبع النهائي عقب فوزه الثمين على ضيفه برشلونة الإسباني بهدفين دون ردّ اليوم الأربعاء في ذهاب الدور ثمن النهائي من منافسات دوري أبطال أوروبا، على ملعب "سان سيرو".
وسجّل الغاني كيفين برانس بواتينغ (57) ومواطنه علي سولي مونتاري هدفي المباراة (81).
ويرجع أخر فوز لميلان على برشلونة في دوري أبطال أوروبا إلى 20 تشرين أول/ أكتوبر من عام 2004 حين فاز الفريق الإيطالي على نظيره الأسباني بهدف نظيف. ومنذ ذلك الحين فاز برشلونة على ميلان أربع مرات بينما تعادل الفريقان ثلاث مرات في دوري أبطال أوروبا. وسبق لبرشلونة الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات مقابل سبعة ألقاب لميلان. وكان ميلان قد انتزع تعادلا ثمينا 2/2 من برشلونة في عقر داره ذهابا ثم خسر منه 2/3 في ميلانو في إياب دور المجموعات في بطولة الموسم الماضي. والتقى الفريقان مجددا في دور الثمانية للبطولة فتعادلا سلبيا في ميلانو ثم فاز برشلونة 3/1 على ملعبه إيابا.
واستمر غياب المدير الفني تيتو فيلانوفا عن مقاعد الطاقم التدريبي لبرشلونة في هذه المباراة نظرا لوجوده في نيويورك حاليا لاستكمال رحلة العلاج بعد الجراحة التي أجراها قبل نحو شهرين لاستئصال ورم سرطاني. وفي المقابل، افتقد ميلان لجهود مهاجمه الشاب ماريو بالوتيللي الذي أصبح كلمة السر في انتصارات الفريق الأخيرة بالدوري الإيطالي وسجل أربعة أهداف للفريق في ثلاث مباريات بالدوري منذ أن انضم إليه في نهاية كانون ثان/يناير الماضي قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي.
ولم يستطيع بالوتيللي المشاركة مع الفريق في البطولة الحالية نظرا لمشاركته مع مانشستر سيتي في نفس البطولة هذا الموسم. وبدأت المباراة بهجوم سريع من جانب ميلان مع تراجع من جانب لاعبي برشلونة لامتصاص حماس البداية لأصحاب الأرض. وكاد النجم الغاني علي سولي مونتاري أن يفتتح التسجيل لميلان في الدقيقة الخامسة ولكنه تسديدته الصاروخية علت المرمى بسنتيمترات قليلة. وبعد مرور الدقائق الخمس الأولى فرض برشلونة سيطرته على أجزاء اللعب بفضل التمريرات الذكية للساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي. ولم تستمر صحوة برشلونة كثيرا حيث سرعان ما استعاد ميلان توازنه بفضل السرعة الفائقة لمهاجمه الشاب ستيفان شعراوي.
وكاد شعراوي أن يسجل هدفا رائعا لميلان بعد مرور ربع ساعة ولكن كارلس بويول نجح في تشتيت الكرة قبل أن ينقض عليها شعراوي أمام المرمى مباشرة. وبدا جليا مدى حرص الفريقين على عدم استقبال أي أهداف مبكرة، حيث أنه برغم الفرص العديد التي شهدتها الدقائق العشرين الأولى من المباراة، إلا أن الحذر الدفاعي ظل قائما بين الفريقين.
وحصل الفرنسي فيليب ميكسيس لاعب ميلان على بطاقة صفراء لتوجيهه دفعة لميسي. وبمرور الوقت سيطر برشلونة بشكل كامل على مجريات اللعب واستحوذ على الكرة تماما ولكنه لم ينجح في استغلال مهارات ميسي واندريس انييستا وتشافي هرنانديز، حيث عجز عن الوصول إلى شباك كريستيان ابياتي خلال النصف ساعة الأول من اللقاء. وتصدى فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة لفرصة محققة من شعراوي في الدقيقة 35 . وخلال الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول استمرت سيطرة برشلونة على أجواء اللقاء في الوقت الذي اكتفى فيه ميلان بالهجمات المرتدة التي أخفق الشعراوي في التعامل معها. ولم يحدث أي جديد خلال الدقائق الأخيرة ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية نصف المباراة الأول بتعادل الفريقين سلبيا.
وانطلق الشوط الثاني بمزيد من الضغط الهجومي من جانب برشلونة يقابله مزيد من العمق الدفاعي من جانب أصحاب الأرض. وبعد مرور الدقائق الخمسة الأولى من الشوط الثاني حاول ميلان استغلال المساندة الجماهيرية الكبيرة في ملعب سان سيرو، عن طريق تكثيف حضوره الهجومي، ولكن دفاع برشلونة حال دون تمكين صاحب الأرض من تحقيق ذلك. وجاءت الدقيقة 56 لتشهد هدف السبق لميلان عن طريق الغاني كيفين برنس بواتينج من متابعة لتسديدة ريكاردو مونتوليفو التي ارتدت من جسد كارلس بويول لتصل إلى بواتينج الذي سدد كرة صاروخية عرفت طريقها لشباك فالديز.
واعترض لاعبو برشلونة على هدف بواتينج، مستندين إلى أن الكرة اصطدمت بيد كريستيان زاباتا قبل أن تصل إلى أقدام اللاعب الغاني. وأجرى خوردي رورا المدرب المساعد لبرشلونة أولى تغييراته بخروج سيسك فابريجاس ونزول التشيلي أليكسيس سانشيز. واصطدم جيانباولو باتزيني برأس بويول ليسقط اللاعبان على أرض الملعب، وتتوقف المباراة مع دخول الأجهزة الفنية لإسعاف اللاعبين. وبعد دقائق معدودة تم استئناف اللعب بمزيد من المحاولات الهجومية من جانب برشلونة لإدراك التعادل. وكاد انييستا أن يدرك التعادل لبرشلونة في الدقيقة 73 من تصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكنه الكرة مرت مباشرة بجوار القائم.
وأجرى ماسيميليانو أليجري المدير الفني لميلان تغييرا بخروج باتزيني ونزول مباي نيانج. وأضاف علي سولي مونتاري الهدف الثاني لميلان في الدقيقة 81 بعدما استغل صاحب الأرض اندفاع الفريق الكاتالوني نحو الهجوم مما خلق حالة من الفراغ في دفاعاته، ليستغلها ميلان بهجمة مرتدة سريعة انتهت بتمريرة مذهلة من شعراوي استقبلها مونتاري بتسديدة مباشرة إلى داخل الشباك.
وحاول برشلونة خلال الدقائق العشر الأخيرة أن يصل إلى شباك ابياتي بأي ثمن ولكن دفاع ميلان كان نجما فوق العادة في سان سيرو. وفي المقابل كانت للهجمات المرتدة لميلان خطورة حقيقية على مرمى فالديز، نظرا لتقدم أغلب لاعبي برشلونة إلى الأمام بحثا عن هدف. ولكن لم ينجح أي من الفريقين في تغيير النتيجة ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية اللقاء بفوز ميلان بهدفين نظيفين.
ولم تكن النتيجة التي سجلها ميلان على برشلونة حين فاز عليه بهدفين مقابل لا شيء في دوري ابطال اوروبا، خادعة لانها عكست واقعاً كان فيه الميلان نداً قوياً للمتصدر الحالي للدوري الاسباني.
ولم تخذل الارقام ميلان، الا انها لم تظهر برشلونة بمظهر المستسلم فاعطت الفريقين حقهما، ولو انها في نهاية الامر تركت فرحة عارمة في صفوف محبي ميلان وحسرة كبيرة في صفوف محبي برشلونة.
فقد اظهرت الاحصاءات ان استحواذ برشلونة على الكرة كان بنسبة اكبر بكثير (73 في المئة) مقابل (27 في المئة) لميلان، فيما سدد الفريق الاسباني 7 مرات بينها مرة واحدة على المرمى، مقابل 8 تسديدات للفريق الايطالي بينها 3 على المرمى(واحرز منها هدفين).
وارتكب ميلان 16 خطأ مقابل 10 لبرشلونة الذي تفوق بدوره بالرميات الركنية (4 مقابل 3 للميلان)، فيما تقدم ميلان بحالات التسلل التي بلغت 4 مقابل حالتين فقط لبرشلونة.
وفي غياب البطاقات الحمراء،حصل برشلونة على بطاقتين من اللون الاصفر مقابل واحدة للميلان، فيما اقنذ كل من كريستيان ابياتي وفكتور فالديس مرماهما مرة واحدة.