رفع مدفعجية أرسنال الراية البيضاء أمام بايرن ميونيخ وتلقوا هزيمة قاسية 1-3 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب الإمارات معقل مدفعجية لندن بذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وبهذه النتيجة يقترب الفريق البافاري من الصعود لدور الثمانية، ولكن عليه الإنتظار للقاء العودة بملعبه أليانز أرينا 13 مارس المقبل.
جاءت المباراة قوية من الفريق البافاري وخاصة في الشوط الأول وتحسن أداء الأرسنال في الثاني وسيطروا على مجرياته، وكان هينكس مدرب البايرن هو النجم الأول للمباراة بإجادته قراءة منافسه جيداً.. أحرز للبايرن توني كروس (7) وتوماس مولر (د21) وماندزوكيتش (د77 ) بينما أحرز هدف أرسنال بودولسكي (د 55 ).
دخل أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال المباراة واضعاً في اعتباره صعوبة اللقاء أمام الفريق البافاري الطامح لتعويض اللقب الذي خسره في نهائي العام الماضي ، وأراد تحقيق نتيجة جيدة تساعده في ميونيخ، ولذلك لعب بطريقته الهجومية المعتادة 4-2-3-1 بتقدم ثيو والكوت بمفرده، ومن خلفه الثلاثي بودولسكي، وكازورلا، ورامسي.
أما يوب هينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ، فقد دخل اللقاء، وهو يأمل تحقيق نتيجة طيبة في ملعب الإمارات ليضمن التأهل قبل لقاء العودة، ولم تختلف طريقته عن منافسه فلعب 4-2-3-1 بتقدم ماندزوكيتش، وخلفه الثلاثي ريبييري من الجهة اليسرى، وكروس من المنتصف ومولر من الجهة اليمنى.
مدفعجية لندن حاولوا استغلال عاملي الأرض والجمهور مع بداية اللقاء، ولكن نجوم البايرن لم يسمحوا لهم بذلك، من خلال الضغط المتواصل من منتصف الملعب على مستحوذ الكرة، وهو ما جعل السيطرة تذهب سريعاً للفريق البافاري الذي قرأ مدربه منافسهم جيداً، ولم يمكنهم من المساحات الخالية التي يجيدون الأداء فيها.
الخطورة الألمانية ظهرت بعد خمس دقائق فقط من البداية، ووضحت الرغبة في الفوز عند لاعبي البايرن الذين لجؤوا للجانبين في تنفيذ هجماتهم، وظهرت خطورة مولر في الجبهة اليمنى حيث نفذ أكثر من عرضية، وفي الدقيقة السابعة قاد ريبيري هجمة منظمة ولعبها في الجهة اليمنى لمولر، الذي أرسل عرضية متقنة على حدود منطقة جزاء أرسنال سددها كروس بيمينه لتسكن الزاوية اليسرى لتشيزني حارس الأرسنال، محرزاً هدف التقدم لبايرن.
الهدف المبكر أصاب المدفعجية بحالة من عدم التركيز، حيث لم يحاولوا تنفيذ هجمة خطيرة على مرمى الضيوف، وفشلوا في اختراق الجدار الدفاعي الصلب الذي شكله الفريق البافاري، واستطاع نجوم وسط الفريق الألماني استخلاص الكرة من منتصف الملعب ليسيطروا على مجريات المباراة تماماً، وحاصروا لاعبي الأرسنال في منتصف ملعبهم.
القراءة الجيدة من هينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ لمنافسه، ومعرفته بضعف الجهة اليسرى للأرسنال جعلته ينقل هجماته لهذه الجبهة، وفي الدقيقة 21 استطاع البايرن إحراز الهدف الثاني من ركنية من الجهة اليمنى قابلها فان بوتين برأسه لترتد من الحارس تشيزني ، ويكملها مولر داخل المرمى محرزاً الهدف الثاني، وظهر الفريق الألماني كأنه يلعب بملعبه أرينا.. بينما ظهر المدفعجية في حالة توهان فني.
حاول لاعبو أرسنال العودة للمباراة، وإحراز هدف لتقليل الفارق وتحسن الأداء قليلاً، لكن العصبية في الأداء والدفاع المتماسك للبايرن حال دون تحقيق هدفهم، خاصة وسط حالة التوهان لفينجر المدير الفني للمدفعجية الذي وقف مبهوتاً من النتيجة، ولم يستطع إجراء أي تغيير تكتيكي داخل الملعب لينتهي الشوط بثنائية بافارية.
مع بداية شوط المدربين لم يجر أي مدير فني تغييراً، وإن كان فينجر لجأ إلى تغيير تكتيكي داخل الملعب حيث طالب كازورلا بضرورة الانضمام لوالكوت في المقدمة حتى يجبر مدافعي البايرن بعدم التقدم ولإحداث الكثافة العددية المطلوبة داخل منطقة الجزاء عند امتلاك الكرة في ظل عدم مقدرة الفريق على الاختراق من خلال التمريرات السريعة التي يجيدها الفريق.
تحسن أداء المدفعجية بعد التغيير التكتيكي وامتلكوا زمام المباراة منذ بداية الشوط الثاني واقتربوا من مرمى الحارس نوير وحاصروا لاعبي البايرن داخل منطقة جزائهم إلى أن تمكن نجوم أرسنال من تقليل الفارق في الدقيقة 55 عندما لعب ويلشر ركنية من الجهة اليمنى مرت بغرابة من نوير والمدافعين لتجد بودولسكي الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى الخالي برأسه.
الهدف منح لاعبي الأرسنال دفعة معنوية حيث واصلوا هجومهم وضغطوا بقوة على دفاعات البايرن لإدراك التعادل وتعددت العرضيات التي تعامل معها دفاع الفريق الألماني بتركيز وهو ما جعل هينكس مدرب الفريق البافاري يخشى من الضغط المتواصل فدفع باريين روبن بدلاً من ريبيري لتنشيط المنطقة الأمامية.
لم يجد فينجر المدير الفني للأرسنال حلاً أمامه سوى بالدفع بروزيسكي وجيرو بدلاً من بودولسكي ورامسي لإحراز مزيد من الأهداف وترجمة السيطرة الميدانية للغة أرقام تعينه في لقاء العودة.. ولكن تأتي الرياح الألمانية كما خطط لها المتألق هينكس، حيث نجح روبين في قيادة هجمة سريعة في الدقيقة 77، ومرر الكرة للمتقدم لام الذي أرسل عرضية من الجهة اليمنى اصطدمت بقدم ماندزوكيتش لتسكن مرمى أصحاب الأرض محرزاً الهدف الثالث للبايرن.
أصيب لاعبو الأرسنال بالإحباط بعد تسيدهم للملعب وتلقي مرماهم هدف وحاولوا العودة للهجوم مرة أخرى في الدقائق المتبقية، ولكن الدفاع البافاري القوي تصدى لهذه المحاولات؛ لينتهي اللقاء بفوز البايرن 3-1 ويقترب من الصعود لدور الثمانية.