البداية كانت مع صورة لتدوينة عبر "فيس بوك" من حساب شخص يدعى "منعم"، يزعم فيها أنه طيار تونسي وتعرض للفصل من طيران الإمارات بعد رفضه القيام برحلة لتل أبيب!
ولكن بالبحث عن صاحب الحساب، ستفشل في الوصول لنتيجة تذكر، فلا وجود للحساب ولا وجود للتدوينة من الأساس!
انتشرت صورة التدوينة، كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتلقفتها مواقع إخوانية بارزة بينها "الميادين"، و"عربي 21" و"عربي بوست" و"القدس العربي" و"رأي اليوم"، ناسبة الخبر لصحيفة تونسية تدعى "الشارع المغاربي"، التي لم تقدم دليلاً واحداً على صحة البوست المزعوم.
الغريب في الأمر أن المنصات التي نشرت الخبر لم يكلف نفسها عناء البحث فيما إذا كانت طيران الإمارات تسير أصلا رحلات إلى تل أبيب، ولم يحاول أي منها التأكد من وجود شخصية حقيقية بهذا الاسم وهذه المهنة إذ إن كل ما استندوا إليه مجرد منشور فيسبوك فقط .
ومن منصات الإعلام، حيث تلقف سياسيون تابعون لجهات إخوانية هذه الأخبار في محاولة لتوجيهها نحو خلق أزمة سياسية مع الإمارات.
حياة العمري النائبة في البرلمان التونسي عن حركة النهضة الإخوانية كانت بين المشاركين في نشر التدوينة المجهولة مع الإشادة بصاحبها.
الحقيقة في نقطتين ، الأولى: لا توجد رحلات عبر طيران الإمارات لتل أبيب والثانية أن الصورة المنشورة للطيار المزيف ونشرتها المنصات صاحبة الخبر المفبرك تارة تجده يعمل بطيران اليابان ومرات أخرى نشرت صور لأشخاص مجهولين غير معروفة هويتهم.
مجموعة طيران الإمارات الناقل الرسمي لإمارة دبي، نفت جملة وتفصيلا ما تم تداوله بشأن توقيف طيار تونسي بسبب إسرائيل، في بيان لها عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر": "لم توظف طيران الإمارات طيارا يحمل هذا الاسم.. كل المعلومات على مواقع التواصل لا أساس لها من الصحة".
بيان طيران الإمارات وضع حدا لتلك الأكاذيب ولكن بقيت أبواق الإخوان تصرخ بعودة طيار لا يُعرف أين هو او حتى ما إذا كان موجودا من الأساس؟