الإمارات والسعودية.. شراكة ترسم خارطة الأمن العربي
الإمارات والسعودية.. شراكة ترسم خارطة الأمن العربي
علاقات متوازنة شكلت عبر التاريخ نموذجا يحتذى به في التكامل بين الدول، وخارطة ترسم طريق الوحدة والأمن العربي.
وحدة في التاريخ والمصير المشترك بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، تتجلى على مختلف الأصعدة، سواء لمواجهة التحديات، أو للاحتفاء بالمناسبات الوطنية، في ظل احتفال المملكة بعيدها الوطني الذي يصادف 23 سبتمبر /أيلول من كل عام.
علاقات رسخ قواعدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل نحو نصف قرن، وتوثقت لاحقا بدعم من القيادة الرشيدة، برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حتى أضحت علاقات البلدين مثالا يحتذى بها بين الأشقاء العرب.
"معا أبدا".. قدوة العرب
علاقة استراتيجية ثنائية شكلت على مر الزمن حجر الزاوية في استقرار المنطقة وازدهارها، وضمان أمنها، حيث كانت لهذه العلاقة انعكاسات إيجابية مباشرة على العديد من القضايا والملفات التي تهم البلدين والمنطقة بشكل عام.
روابط دافئة تترجمها الرسائل المعبرة التي تبعث بها الإمارات لجارتها في عيدها، من ذلك الشعار الذي أطلقته للاحتفال بالمناسبة.
وتم استلهام تصميم الشعار المعتمد للاحتفالية من شعار المملكة الرسمي الذي يتألف من سيفين عربيين متقاطعين، تعلوهما نخلة، حيث يرمز السيفان للمنعة والحصانة والقوة والتضحية والفداء.
فيما ترمز النخلة للنماء والازدهار والحيوية والصبر والثبات، مع وضع الرقم 90 كناية عن تصميم الشعار، في إشارة لذكرى مرور تسعين عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية، والذي يصادف اليوم، وتم تذييله بوسم #معاً أبداً.. السعودية الإمارات.
تكامل ثنائي كان لابد أن يجعل البلدين محط ثقة وتقدير دوليين واسعين، بالنظر إلى ما تتميز به سياستيهما من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، اللذين حرصا على توثيقها باستمرار.
كما غرسا بذرة الحب المتبادل في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر على ذات نهج التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، بما يكفل الانسجام التام والكامل لكل القرارات المتخذة من البلدين الشقيقين بالقضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وبالعقد الأخير، شهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية خطوات استراتيجية مهمة، جعلت منها نموذجا للروابط بين الدول العربية، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة.
وتؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة أن المملكة العربية السعودية تشكل صمام أمان الأمة وحاملة راية الدفاع عن مصالحها ضد جميع الأطماع والمشاريع التي تهدف إلى شق وحدة الصف العربي.
رؤية استراتيجية مشتركة
وشهدت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين على تأسيس لجنة عليا مشتركة، في مايو/آيار 2014، برئاسة وزيري الخارجية.
وعملت اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات بالمنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك.
وبالشهر نفسه من عام 2016، وقع البلدان اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة.
وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي، جاء انعقاد "خلوة العزم" التي التأمت على مرحلتين؛ الأولى في 21 فبراير/شباط 2017 بأبوظبي، وبحثت سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما بإنشاء المجلس، ووضع خريطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول.
أما المرحلة الثانية من "خلوة العزم"، فانعقدت في 13 أبريل/نيسان 2017 بالرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.
وفي يونيو/ حزيران 2018، رفعت الإمارات والمملكة مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة، شملت رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم ".
مصير مشترك
العلاقات الثنائية بين البلدين ساهمت في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخيهما مزدان بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية، أو لدعم الدول العربية، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في مارس/آذار 2011.
وقادا تحركا عاما لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإرسال قوات "درع الجزيرة" إلى البحرين، انطلاقاً من الاتفاقيات الأمنية والدفاعية الموقعة بين دول المجلس، وهو الأمر الذي كان له عظيم الأثر في إعادة حفظ الأمن والاستقرار إلى المملكة.
جدار صد بوجه العدوان
ويحسب للبلدين أنهما كشفتا الأدوار التخريبية التي تقوم بها إيران في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجاء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والذراع الإماراتية القوية، مدعوماً من دول المنطقة، ليسطر بداية تاريخ جديد للمنطقة يكتبه أبناؤها بأنفسهم، ويبدأ بعودة الشرعية إلى اليمن وهزيمة المخطط الخارجي الخبيث.
كما انضم البلدان إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، حيث شاركا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014.
كما تقوم السعودية والإمارات بدور محوري ورئيسي في الحرب الدولية ضد التطرف والإرهاب، خاصة فيما يتعلق بالتصدي للجوانب الثقافية والفكرية، وهي جهود تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.
العين الإخبارية
صفحة جديدة 2