أثارت مقاطع فيديو تم بثها على موقع "يوتيوب"، وتكشف عن تعديات صارخة من حراس الحدود الإيرانيين على لاجئين ومهاجرين أفغان ضجة كبيرة واستياء في الوسط الحقوقي في إيران.
وتظهر لقطات الفيديو عدداً من المعتقلين الأفغان الذين عبروا الحدود الإيرانية بطريقة غير شرعية بهدف اللجوء أو العمل في إيران، يتعرضون لمعاملة غير إنسانية من خلال إرغامهم من قبل قوى الأمن الإيرانية بالضرب على رؤسهم ثم الضرب على رؤوس من يجلس أمامهم من الأفغان، في حين يسخر منهم حراس الحدود الإيرانيون.
ويُظهر الفيديو جندياً إيرانياً يُصدر أوامر للأفغان الجالسين على الأرض في صفوف منظمة في مخفر للحدود بعدم التوقف عن الضرب وهو يعد بالفارسي "يك، دو، سه"، أي "واحد، اثنان، ثلاثة"، ويشجعه شخص آخر يبدو وكأنه من زملائه، على الاستمرار في إصدار الأوامر وهو يضحك ويسخر منهم.
وفي مقطع آخر من هذا الفيديو يأمر عنصر الأمن الإيراني هؤلاء الأفغان الذين يشتركون مع الإيرانيين في اللغة ويختلفون عنهم في المذهب، بأن يكرروا وراءه قائلين: "لن نعود إلى إيران مرة أخرى".
يُذكر أن إساءة تعامل المهاجرين من أفغانستان إلى إيران والمقيمين في هذا البلد سبق وأن أثارت احتجاجات رسمية وشعبية أفغانية، إلا أن سلطات البلدين لم تُبد أي ردة فعل تجاه هذا الفيديو والفيديوهات المماثلة الأخرى.
والمعروف أن المهاجرين الأفغان يتركون بلادهم نتيجة للحرب والبطالة فيتجهون إلى إيران المجاورة، حيث لا يعانون هناك من مشكلة اللغة، وهناك تقارير مكررة حول إساءة التعامل معهم من قبل حراس الحدود وقوى الأمن وحتى من قبل بعض الناس العاديين.
وفي المقابل يقول الإيرانيون إن بعض الأفغان يقومون بتهريب المخدرات، حيث يعد بلدهم أكبر منتج للأفيون، كما تتهمهم السلطات الإيرانية بأنهم يُقدمون على ارتكاب جرائم القتل بسهولة، الأمر الذي من شأنه أن يقضي على الأمن في المناطق التي يقطنون فيها.
أما الأفغان فيؤكدون أن القوى العاملة الرخيصة القادمة من بلدهم لعبت دوراً مهماً في العقود الثلاثة الماضية في بناء إيران، لاسيما بعد الحرب العراقية الإيرانية، حيث يتحمل العامل الأفغاني بيئات عمل صعبة للغاية خلافاً للعامل الإيراني.