السلطان الغازي عثمان ابن ارطغرل وهو المؤسس الأول للدولة العثمانية التي امتدت طوال قرون عدة ويُعرف كذلك باسم عُثمان بك (بالتُركيَّة المُعاصرة: Osmanbey) وقره عُثمان (بالتُركيَّة المُعاصرة: Kara Osman)؛ هو زعيم عشيرة كايى التُركيَّة .
قصة زواجه :
وُلد
عُثمان الأوَّل سنة 656هـ المُوافقة لِسنة 1258م، للأمير أرطُغرُل الغازي، عامل سلاجقة الروم على احدى الثغور المُطلة على بحر مرمرة، و حليمة خاتون. وصُودف أن يُولد في ذات اليوم الذي غزا خلاله المغول مدينة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة وحاضرة الخِلافة الإسلاميَّة، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين بِطريقةٍ دراماتيكيَّة. تولّى عُثمان شؤون الإمارة وزعامة العشيرة بعد وفاة والده .
تزوج عثمان من ابنة شيخه اديب على ولهذا قصة طويلة يمكن أن نسردها عليكم ببضعة سطور , لا يمكن الجزم في أحداث هذه القصة والبعض يقول عنها أنها اسطورة أمَّا تفاصيل هذه القصة، فتُفيد أنَّ عُثمان كان يبيت في تكية معلمه الشيخ «إده بالي»، كما اعتاد أن يفعل منذ صغره، ليتقرّب من الشيخ سالِف الذِكر وينتفع بعلمه. وفي إحدى المرَّات رأى مُصادفةً «مال خاتون» ابنة الشيخ المذكور، فتعلق بها ورغب أن يتزوَّجها، ولكنَّ والدها أبى أن يُزوجها له. فحزن عُثمان لِذلك وأظهر الصبر والجَلَد ولم يرغب الاقتران بغيرها حتَّى قبل أبوها بعد أن قصَّ عليه عُثمان منامًا رآه ذات ليلة، وهو أنهُ رأى الهلال صعد من صدر هذا الشيخ وبعد أن صار بدرًا نزل في صدره (أي في صدر عُثمان)، ثُمَّ خرجت من صُلبه شجرة كالقصر نمت في الحال حتَّى غطَّت العالم بِظلِّها، واستقرَّت جبالٌ ثلاثة تحتها، وخرجت أنهار النيل ودجلة والفُرات و الطونة (الدانوب) من جذعها، ورأى ورق هذه الشجرة كالسُيوف والرماح يحولُها الريح نحو مدينة القُسطنطينيَّة. وتحت الأغصان وقف صبيانٌ نصارى شُقر وعلى رؤوسهم تُل أبيض ينشدون الشهادة يتبعها عهد الولاء للسُطان. وكان الخلق من حول هؤلاء الصبيان بلا عدد على شُطوط الأنهار وفي خلجانها، يشربون ويزرعون يصطنعون الفساقي. وكانوا يتوالدون والخير يورف في ديارهم، دونما يكف الصبيان عن الاستظلال بغصون الشجرة والإنشاد. فتفائل الشيخ من هذا المنام وأظهر سُروره الكبير وقبل تزويج ابنته إلى
عُثمان، وبشَّره بأن أسرته ونسله سوف يحكمون العالم، وقال له واصفًا ما يكون عليه الحاكم الصالح:
أيَ بُني! الآن أصبحت ملكًا! من الآن فصاعدًا، نحنُ نغتاظ؛ وأنت تُسعد! لنا الشَّقاء؛ وعليك الهناء! لنا الاتهام؛ وعليك الاحتمال! نحنُ العاجزون الخطَّاؤون؛ وأنت الصبور! نحنُ المُتقاتلون؛ وأنتم العادلون! نحنُ الحاسدون النمَّامون المُفترون؛ وأنتم المُتسامحون! أيَ بُني! من الآن فصاعدًا، نحنُ نُشرذم؛ وأنت تُوحِّد! نحنُ نتكاسل؛ وأنت تُنذر وتدفع! أيَ بُني! الصَّبر الصَّبر، فالزهرة لا تتفتح قبل أوانها. إيَّاك والنسيان: إرعى شعبك، وستزدهر دولتك! أيَ بُني! حملُك ثقيل، وشأنك عسير، وسُلطتك مُعلقة بِشعرة! أعانك ربُّ العالمين!
عثمان الأول
وبحسب الرواية البكطاشيَّة، التي لا يُمكن الحُكم على دقَّتها كونها لم ترد إلَّا في المصادر البكطاشيَّة، ولم تُؤكَّد عبر مصدرٍ مُستقل، ولم تتمتَّع بِتأييدٍ كبيرٍ من غالبيَّة الباحثين؛ فإنَّ زوجة أبي عُثمان كانت تعيش مع الحاج بكطاش وليّ الذي كان في الوقت نفسه من دراويش الطريقة الوفائيَّة، وتحديدًا من مُريدي الشيخ بابا إلياس الخُراساني، وهو شيخ الطريقة البابائيَّة، ولمَّا تُوفي إلياس المذكور أصبح الحاج بكطاش وليّ والشيخ إده بالي خلفتين من خُلفاء بابا إلياس الستون، وكانا يُنظمان جماعات الآخية الفتيان المُحاربة والعاملة في الصناعة والزراعة، والذين كان لهم نُفُوذٌ كبير في أوساط الناس، فلمَّا تزوَّج عُثمان بنت الشيخ إده بالي، استطاع عن طريق تلك المُصاهرة تأمين وضعه بِالسيطرة على الآخيات وجعلها تابعةً له. نتيجة تلك المُصاهرة، دخل مشايخ الآخيات تحت رئاسة العُثمانيين، مما يُحتمل أن يكون قد لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الإمارة العُثمانيَّة وتطوُّرها بعد وفاة عُثمان إلى دولةٍ في زمن ابنه أورخان.