سيرة ملك راحل ... الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ]
الرجل القوي والحكيم والمثقف وصاحب المواقف النبيلة
الرجل الذي حبس انفاس العالم عام 1973 م عندما اوقف البترول عن دول أوروبا والولايات المتحدة
الأمريكية حتى أصبح رئيس البلجيك يذهب إلى عمله على دراجته الخاصة !
[ مولده ]
هو الأبن الثالث في سلسلة أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود
ولد في مدينة الرياض . وفي عام 1925 م،
[ نشآته ]
ولد الملك فيصل في صفر من عام 1324هـ / أبريل 1906م ، و توفيت أمه و هو صغير لم يبلغ ستة شهور ،
و نشأ نشأة دينية صالحة ، و تلقى تعليمه الشرعي على يد جده لأمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ ،
كما تربى في مدرسة والده الملك عبد العزيز إدارياً و سياسياً و اجتماعياً ،
و شارك في عدد من حملات توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز .
[ زوجاتة وذريته ]
1- الأميرة سلطانة السديري وأنجبت لة
عبد الله الفيصل
2- الأميرة عفّت الثنيان آل سعود وأنجبت لة
محمد الفيصل
سعود الفيصل
عبد الرحمن الفيصل
بندر الفيصل
تركي الفيصل
3- الأميرة هيا بنت خالد بن تركي بن عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود وأنجبت لة
خالد الفيصل
سعد الفيصل
.
؛
[ سياسته ]
كانت سياسة الملك فيصل على أساس عدد من الثوابت
هي حماية واستقلال وهوية البلد, الاحتفاظ بميثاق جامعة الدول العربية
وبنشاط الدفاع عن التضامن الإسلامي.
طالب بمؤسسة تشمل العالم المسلم, وزار عدة بلاد مسلمة لشرح الفكرة
وقد نجح في أنشاء منظمة المؤتمر الأسلامي التي تضم الأن أكثر من 50 دولة أسلامية .
كما أن الملك فيصل أستطاع بعد توفيق الله من قطع علاقات أكثر من 42 دولة مع أسرائيل .
[ الإصلاحات الداخلية ]
إن أهم محور في الإصلاح الداخلي هو بناء الكرامة الإنسانية لكل إنسان على أرض السعودية؛
ولذلك ألغى بروتوكول تقبيل يد الملك من نظام المراسم السعودية،
وألغى "نظام الرق" في السعودية، وأعتق كافة العبيد في السعودية ومنحهم الجنسية السعودية،
وقام بتقديم تعويضات لكافة المتضررين من هذا الإلغاء بلغت 60 مليون ريال.
إصلاح الحالة المالية، لرفع "ذل" الدين عن السعودية، وكانت الدولة عند توليه مدينة لشركات
البترول بأكثر من 2000 مليون ريال، وكان يوجد في خزانة الدولة 317 ريالاً فقط؛
لذلك وضع عدة نظم للإصلاح المالي، على رأسها تحرير الريال السعودي من سيطرة الدولار الأمريكي،
ودون أن نشرح تفاصيل الإصلاحات يكفي أن نعرف أن ميزانية السعودية
في عام 74/1975 كانت 22.810.000.000 ريال.
أدرك الملك فيصل أن الأساس الذي يجب بناؤه لأي نهضة حقيقية هو العلم والتعليم،
فكان اجتهاده في هذا الميدان غير مسبوق، إذ شكّل أول هيئة عليا للتعليم،
ورصد للتعليم أكبر نصيب في ميزانية الدولة، ووضع قواعد لنشر التعليم بحيث لا يكون كما بلا كيف،
فانتشرت مدارس التعليم البنين والبنات، ثم أسس الجامعات ودور البحث العلمي.
بدأ في نشر العمران في كافة أرجاء الدولة، مع توفير كافة الخدمات والمرافق اللازمة للحياة
من شبكة طرق، وشبكة كهرباء، وشبكة مياه شرب وصرف صحي، واتصالات.
بدأ في تطوير أشكال الإعلام؛ فأنشأ أضخم شبكة إذاعة وتليفزيون،
ومحطات للاتصال بالأقمار الصناعية.
بدأ في وضع أسس تطوير البلاد في اتجاه الزراعة والصناعة ووضع أسس شبكة
محطات التوليد لطاقة اللازمة لهذا الغرض، وأسس الصناعات البتروكيماوية،
والحديد والصلب، والأسمنت، والتعدين.
هذا بخلاف الخدمات الاجتماعية المختلفة في مجال رعاية المواطنين الصحية
والثقافية والدينية وغير ذلك.
.
؛
[ أشهر المواقف التي تدل على ذكائه وحكمته رحمه الله ]
- رده على الرئيس الأمريكي عندما هدد بالاستيلاء على النفط بالمملكة :
"حضرة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. هل ترى هذه الأشجار..
لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها.
ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول،
إذا استمر الأقوياء وأنتم في طليعتهم في مساعدة عدونا علينا"…
إن قال هذه العبارة مواطن عربي.. فهو مجنون،
أما أن يقولها حاكم عربي لأغنى دولة بترولية !! فإنه يجب أن يموت
وقد قالها الملك فيصل وهو لايخشى الموت أمام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قبل
أشهر معدودة من اغتياله
- فيصل وزيرًا للخارجية : كانت رحلته ومهمته الأولى إلى إنجلترا.
وفي اليوم التالي لوصوله غادر البلاد فورًا إلى باريس، وكان ذلك بسبب تصرف اللورد
"كرزون" الذي أمر بتقديم حلوى للطفل القادم من الصحراء، وأسرعت السلطات البريطانية
بالاعتذار للأمير الشاب، وبدأ الأمير يناقش وضع السعودية والعرب مع الحكومة الإنجليزية،
ومن ثم عرفت الحكومة البريطانية أنها في مواجهة رجل عظيم يمثل أمة.
- موقفه مع كيسنجر :
ويقول وزير الخارجيه الأمريكي السابق في مذكراته أنه عندما إلتقى الملك
فيصل في جدّه , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول ,
والرضى بمساعدة أمريكا لـ إسرائيل .. رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه ,
فقال " إن طائرتي تقف هامده في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها ,
وانا مستعد للدفع بالأسعار الحره ؟ ! .
يقول كيسنجر : " فلم يبتسم الملك , بل رفع رأسه نحوي ,
وقال : وأنا رجل طاعن في السن , وامنيتي أن اصلي ركعتين في المسجد الاقصى
قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنيه ؟!
[ زيارته لِ القدس ]
زار القدس للمرة الأولى بعد حيازة الأردن
لها بعد حرب 1948 وذلك في اواخر الخمسينيات
من القرن الماضي وأكد على نيته في زيارة القدس لِ المرة الثانية بعد تحريرها
من الصهيونية والصلاة في المسجد الأقصى ولكن القدر لم يمهله،
وقد هدد فيصل الغرب بإغلاق جميع آبار النفط اذا لم تعد القدس للمسلمين ولكن يد الغدر
طالته قبل ان يحقق مراده ، وقد كان يقول في اواخر ايامه
[ سنصلي العيد القادم في القدس بإذن الله ]
.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
منقول