الهلال والاتحاد في مباراتهما الأخيرة في الدوري الممتاز
تعود الإثارة من جديد هذا المساء عندما يستضيف الاتحاد نظيره الهلال ابتداء من الـ8.35 مساء ضمن مباراة ذهاب الدور نصف النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة في مباراة يتوقع أن تحظى بأحداث دراماتيكية جماهيرياً وفنياًَ، وتستحق أن تكون مباراة نهائي المسابقة بالنظر لعطاء الفريقين خلال الموسم.
وألهبت مواجهات الفريقين الأخيرة أجواء مباراة اليوم مبكراً، حيث يطلب الاتحاد الثأر لخسارته المباراة الأخيرة أمام ضيفه اليوم، وهي الخسارة التي حرمته من التتويج بطلاً للدوري، فيما يريد الهلال التأكيد على أنه ساع للقب ثالث هذا الموسم بعد الدوري وكأس ولي العهد.
ويشرف مدرب الاتحاد، الأرجنتيني كالديرون على الفريق في ثالث لقاء له منذ توليه أموره الفنية، حيث أخفق في مهمته الأولى في دوري أبطال آسيا أمام سباهان الإيراني، ونجح في الثانية أمام الاتفاق في ربع نهائي كأس خادم الحرمين وحقق فوزاً كبيراً بخماسية أعلنت بدايته الجيدة مع الفريق.
وعرف كالديرون على الدوام أنه يعتمد على الانضباط التكتيكي داخل الملعب، إضافة إلى خطته المتوازنة هجوماً ودفاعاً، وحسن قراءته الجيدة للملعب، ويتضح ذلك من خلال تغييراته الفنية أثناء سير المباراة على الرغم من أن الفترة القصيرة التي قضاها مع الفريق الاتحادي ليست كافية لإظهار نجاحه الكامل داخل الملعب و توازن تكتيكه الفني الذي قد لا ينجح مع إمكانات لاعبي الاتحاد، لكن تظل النقطة الإيجابية الواضحة حتى الآن هي اعتماده على أداء التمارين والعطاء داخل الملعب في اختيار تشكيلته، وعلى الخلط بين لاعبي الخبرة وحيوية الشباب.
في الجانب الآخر فإن مدرب الهلال الروماني أولاريو كوزمين يمر بمرحلة استقرار نفسي وتفاهم واضح مع كل الهلاليين بعد منحه العضوية الشرفية للنادي نظير إسهاماته في قيادة الفريق لتحقيق بطولتين واللعب في نهائي الثالثة هذا الموسم، مع أن الآراء في بداية الموسم لم تكن إيجابية بشأن طريقته وأسلوبه وتعامله مع أحداث بعض المباريات، إلا أنه أثبت فيما بعد قدرته، وفرض أسلوبه الرائع على الأداء العام.
ونجح كوزمين على الرغم من تحفظاته الدفاعية في فرض الانضباط التكتيكي الذي ظهر واضحاً على معظم اللاعبين وخاصة الشباب أمثال عبدالعزيز الدوسري وأحمد الفريدي.
وسيعتمد كالديرون في مواجهة اليوم حسب ما أوضحته التدريبات الاتحادية الأخيرة على طريقة 4/4/2، حيث من المتوقع أن يدخل المباراة بتشكيل مكون من تيسير آل نتيف في المرمى، وأمامه حمد المنتشري وأسامة المولد وأحمد الدوخي وصالح الصقري، وفي الوسط محمد نور وسعود كريري ومناف أبوشقير والبرازيلي تشيكو، وفي الهجوم طلال المشعل والغيني الحسن كيتا.
أما نظيره الهلالي كوزمين فغالباً ما يعتمد اللعب بطريقة 4/5/1 في حرص على تكثيف منطقة الوسط بمحورين دفاعيين، وإعطاء الفريدي مهام هجومية بحتة لمساندة ياسر القحطاني الوحيد في خط الهجوم (في حال مشاركته).
ويلجأ كوزمين لهذا التكتيك في ظل وجود خط وسط مميز يجيد لاعبوه صناعة اللعب، وكثيراً ما ينجحون في أدوارهم الهجومية ببراعة، حيث يفضل كوزمين اللعب برأس حربة قد يكون بدر الخراشي أو القحطاني حسب جاهزيته، ,قد يطالب الهلاليون باعتماد اللعب بمهاجمين في ظل جاهزية الكونجولي ليلو مبيلي.
وتبدو حراسة الاتحاد مطمئنة نوعاً ما في ظل تألق تيسير آل نتيف، أما الحراسة الهلالية فتشكل قوة ضاربة في ظل روعة العطاء الذي يقدمه محمد الدعيع مما يعطي ثقة قوية لباقي الخطوط.
أما الخط الدفاعي الاتحادي فقد يشهد غياب رضا تكر، فيما يعاني زميلاه في القلب الدفاعي حمد المنتشري وأسامة المولد من بعض المتاعب.
بدوره يعاني الدفاع الهلالي من وجود بعض الثغرات في العمق تنكشف عند الهجمات السريعة، كما يعاني من عدم الاستقرار على مستوى الأظهرة، حيث لم يستقر المدرب على أسماء محددة، فيما يظل البرازيلي مارسيللو تفاريس نقطة الثقل الأهم والأبرز في هذا الخط، حيث يشكل ركيزة بالغة الأهمية إلى جانب المتطور ماجد المرشدي.
ويبدو خط الوسط الاتحادي أفضل خطوط الاتحاد لوفرة النجوم فيه أمثال محمد نور ومناف والبرازيلي تشيكو، أما الوسط الهلالي فإنه يوازي نظيره الاتحادي قوة، ويتفوق بوجود المحاور الدفاعية المميزة التي تجعل صناع اللعب يقومون بمهامهم الهجومية على الوجه الأكمل.
وفي الهجوم، يعتمد الاتحاد على الغيني كيتا المزعج بتحركاته، وعلى تمركز وذكاء المشعل الذي سيعوّض غياب الفيس.
أما في الجانب الهلالي، فاحتمال مشاركة بدر الخراشي كبيرة في ظل عدم جاهزية القحطاني.
عموماً تبدو المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، وربما أدت الحسابات والصراع بين الفريقين إلى دفعها لذروة فنية ستقدم كثيراً من الإمتاع للمتابعين، في حال تخلص اللاعبون من تأثير الضغوط والمطالبة بالفوز، وتخطوا رهبة التوقعات والترشيحات.
صفحة جديدة 2