الموت لإسرائيل.. والصاروخ لمكـة..!!
محمد الصيـعري
"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، شعارات يرددها بائعو الوهم وتجار الدين وصناع الأزمات ومدمنو الرقص على الأنقاض والجثث، وهم في الحقيقة أكثر ولاء للشيطان وحرصًا على اتباعه في الخفاء. هؤلاء يُظهرون عكس ما يُبطنون للشعوب وأبناء جلدتهم والبسطاء من الناس والمغرر بهم، وبعض المغفلين في زمن الإعلام والتقنية؛ إذ بات العالم قرية صغيرة، واللعب فيه بات على المكشوف بالكلمة والصورة الواضحة لمن في قلبه نبض وإدراك وفهم..!!
بالأمس أرسلت مليشيات الحوثي وأتباع المتمرد على الشرعية والقانون، المخلوع علي عبدالله صالح، صاروخًا باليستيًّا على مكة المكرمة، أطهر بقاع الأرض ومهبط الوحي وقِبلة المسلمين؛ ما يؤكد أن ترديد شعارات الدين والتمسح به كما كان في السابق بالنسبة لهذه العصابة، وهو في الواقع خارج نطاق حساباتهم؛ فالهدف الحقيقي هو الدمار والعبث بأمن الأوطان ومقدرات الشعوب وثرواته الحقيقية وعقول النشء وفكر الأجيال..!!
إن السؤال الذي يتبادر للذهن في كل مرة وخطوة يقدم عليها الحوثي وجماعته وبقايا المخلوع: كيف لشعب اليمن الأصيل الصبر على الجهلة وتجار السلاح وقطيع من العصابات، دون أن يكون لهم موقف يعزز من قيمته العربية الأصيلة، وهويته الإسلامية السمحة.. ليعبثوا بمقدرات وطنهم ومكتسباته وإرثه التاريخي والثقافي حِقَب من الزمن، عاشوا فيها النكسات تلو النكسات؛ والسبب تلك الشعارات المضللة بالموت لإسرائيل..!!
إني لأستغرب أن يصدق مثل هؤلاء أن الموت لأمريكا في حين يوجهون رؤوس صواريخهم القذرة نحو أطهر وأغلى بقاع الأرض، وأكثرها شرفًا وعزة وسموًّا في قلوب المسلمين من مشرق الأرض لمغربها؛ ما يدل على أن اجتثاث هذه الجماعات يظل خيارًا وأمرًا لا بد منه؛ لما يمثلوه من خطر على الإسلام والمسلمين، ولإعادة الأمور لنصابها للشرعية في اليمن الشقيق من قِبل دول التحالف، ومحاربة البغاة..!!
الموت لإسرائيل لن يكون بعد اليوم شعارًا مقنعًا أو ذا قيمة سوى في نفوس المخادعين وأذناب إيران، وكل من يبحث عن التخلف وسفك الدماء، واللعب بمقدرات الشعوب، وتحقيق الأطماع بالعزف على مثل هذه النغمات المملة والمثيرة للحنق والاشمئزاز والمرارة، التي أرجعت الشعوب العربية للوراء سنوات ضوئية من الجهل والفقر والتخلف والبؤس والشقاء..!!
https://sabq.org/yPSYmb
صفحة جديدة 2