في أبشع جريمتي ثأر
أفرغوا الرصاص في جسد الطفل حيدر في حلب وقتلوا إمام مسجد كمونة لأنه الأفضل إن الجريمتين وإن بعدت المسافات فقد شكلتا ظاهرة اجتماعية مرفوضة
وإن كانت لها أبعادها في عمق المجتمع ونظمه الاجتماعية خاصة وأن تلك الجريمة قد ارتبطت بعلاقة عكسية مع القانون أي إنه كلما ازداد حكم القانون المسنون قل الأخذ بالثأر وكلما كان البت في قضايا الثأر سريعا في المحاكم قبل اندفاع أهالي المغدور للمطالبة بأخذ الثأر.
في وقائع الجريمة البشعة بحق الطفل حيدر مزراق 8 سنوات أن عمه شقيق والده شمس الدين مزراق قد شارك في مشاجرة قبل عام ونصف كانت نتيجتها مقتل أيوب عيش والد القتلة عمر عيش وأشقائه وخلال تلك الفترة حصلت محاولات صلح فاشلة بسبب الشروط التي اعتبرها أهل حيدر تعجيزية وهي دفع دية بمبلغ سبعة ملايين ليرة سورية وفتاة للزواج والرحيل عن حلب وعلى أثر ذلك رحلت الأسرة إلى دمشق اتقاء للثأر فيما قام المتورطون في المشاجرة التي أدت لوفاة أيوب عمره 50 عاما بتسليم أنفسهم للشرطة وبعد حوالى شهرين من الحادثة أعاد علاء الدين والد الطفل حيدر النساء والاطفال وعددهم 21 إلى حلب.
المتهم عمر عيش تولد 1991 أفاد بأنه وأشقاءه هيثم16 سنة وعامر وعماد وعمهم خالد قد اجتمعوا أمام منزل عمه خالد وأثناء ذلك حضر شخص مجهول له صرخ لعمي خالد ثم اختفى عنا لعدة دقائق ثم عاود الجلوس معنا فاتصل عمي خالد بشقيقه يونس ليحضر على الفور فقال خالد لقد وصلني للتو خبر يفيد بأن أولاد علاء الدين موجودون أمام منزلهم اذهبوا وتأكدوا أنهم أولاد علاء الدين المزراق اقتلوهم وكررها يونس فشعرت والغضب يمتلئ قلبي برغبة مني بالثأر لوالدي وذهبنا لمنزلنا وأخذنا المسدسات وتوجهنا إلى منزل علاء الدين مع أخي عامر وهيثم وبوصولنا إلى المكان المقصود شاهدت عدداً من الاطفال الصغار يلعبون أمام منزل علاء الدين فاقتربت من طفل هيئ لي أنه ابن علاء الدين فسألته من أنت فعرف بنفسه وأكد كلامه طفل آخر يلعب معه وكان بمحاذات عامر فما كان مني إلا أن أشهرت مسدسي ورميته بعدة طلقات في أنحاء مختلفة من جسمه وصرخت لقد أخذت بثأر والدي.
الشهود قالوا إنهم شاهدوا رجلين يحملان مسدسات حربية وبعد فترة سمعوا صوت الرصاص وبعد هروبهما وجد الطفل حيدر مرميا على الرصيف والدماء تنزف بغزارة وأسعف إلى المشفى في تلك الاثناء عاد أحد الاشخاص وقال سلموني للجنائية لقد أخذت بثأر أبوي.
أما الضحية الثانية فهي لإمام مسجد خالد بن الوليد في قرية كمونة التابعة لغباغب الشيخ علي مشوح الشهاب الحادثة كانت ناتجة عن شرارتين الشرارة الأولى: بعد مشادة كلامية بين ابن عم المغدور وأحد أفراد عائلة المتهم وهو محمد عبد الله حمدي على خلفية مطالبة الأول وهو صاحب بقالية للأخير بثمن تنكة زيت استدانها منه وبعد تدخل العقلاء حصل الصلح ولكن على مضض لتأتي الشرارة الثانية وتؤجج نار الحقد بينهم وهي قيام أحد أفراد عائلة المغدور المدعو فواز بضرب زوجته من العائلة الأخرى على أثر خلاف بين الزوج وزوجته إثر ذلك قام أشقاؤها وائل وحاكم بضربه ما أثار حفيظة والده بعد أيام جرت مشاجرة بين والد فواز وأولاده وبين والد الزوجة وعائلته نتج عنها مقتل اثنين من عائلة الزوجة هما خميس وأحمد حمدي العلي فأودع السجن هلال عبد الله شهاب والد فواز وابن عمه أحمد خالد ابراهيم الشهاب بتهمة قتل خميس وأحمد ورحلت عائلة أحمد وهلال عن القرية وبدأ الشيخ علي بمهام الوساطة التي لم تفلح وقبل مقتل الشيخ علي بشهر ونصف تعرض لاعتداء من قبل وائل فذهب للشكوى لكن ما من مجيب وبعد عدة وساطات لعائلة القتلى من أجل إنهاء المشاكل وإحلال الصلح كان الرفض وبشدة وعدم لقاء المرحوم الشيخ علي مع تحرشات بالعائلة وممتلكاتها وعندما عرض أحد أفراد العائلة نفسه للقتل بقوله اقتلني وأريحوا الناس من هذه المشاكل فرد عليه باستهزاء ( أنت لا تحرز) وما هي إلا ساعات حتى قتل الشيخ علي مشوح هلال الشهاب.
في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا توجه الشيخ علي إلى بيته بعد اصلاح بعض الاعطال في المسجد وعند وصوله إلى بيته بدء إطلاق النار عليه من قبل خمسة أشخاص من العائلة الأخرى حيث أصيب وجلس بهدوء على الأرض وقال لابن عمه اسعفني لقد أصبت فتم إسعافه لكنه توفي في المشفى.
صفحة جديدة 2