مبيد القوارض الصفوية
عقب انتصار الثورة الإيرانية، وإمساك الخميني بصولجان الحكم في طهران، وتدشين ثقافة ولاية الفقيه مسنودة برأس البندقية، والتفكير الاستراتيجي لنشر ثقافة التشيع الصفوي من جديد في منفستو الحكومة الإسلامية، بدأ لاعبو الشطرنج اللعبة ذات النفس الطويل، القائمة على بناء القواعد الفكرية، ونشر ثقافة الخلايا في الجسد العربي والإسلامي. وقد منحهم ضعف مناعة الجسد، فرصة سانحة لهجومهم الكاسح. وجاء سقوط حكومتي صدام حسين وطالبان ليفتح الباب لإيران على مصراعيه، وانشغل العرب ببناء الأبراج وإيران بصناعة الميراج فأصبحت المعادلة مقلوبة، وبدأت إيران تفرض شروطها على الجيران بقوة السلاح، وتلوح بعصا التشيع لكل من يقول لها: لا.
سلم العرب لها العراق على طبق من ذهب، فصالت وجالت، وضمت العراق إلى خريطة التشيع الصفوي بعد أن وضعت دمشق في جيبها الأيمن، ونفذت إلى جنوب لبنان، وخطفت لبنان بقوة السلاح، وقسمت الصف الفلسطيني، فلا أطعمت غزة، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، وجاءت من البوابة الخلفية لتصنع وكيلا حصريا لها في صعدة هو بدر الدين الحوثي الذي قاد خمسة حروب أنهكت الحكومة اليمنية، وأكثرت في الأرض الفساد، وتطاير الشرر إلى المملكة بدعم لا يعرف الكلل من حكومة طهران. وعبرت ضفة الخليج ووصلت الكويت والبحرين بالمال والإعلام حتى أصبحت السفارة الإيرانية في دولة صغيرة مثل الكويت تضم ثلاثة الآف موظف !.
ومع بداية طوفان الربيع العربي استبشرت إيران بما حدث، فجاءت النتيجة بما لم يكن لها في الحسبان، فالتيار الإسلامي السني ينتصر في كل مكان، واليد الإيرانية في بلاد الشام تحت السكين، حزب الله متهم باغتيال الحريري، وبشار يواجه ثورة شعبية لا قبل له بها، وإيران تحت الحصار، والتماسك يزداد في الخليج، والتنمية في اطراد، وفخار الوفاق وصعدة والمنطقة الخضراء يكسر بعضه بعضا.
وخادم الحرمين يدعو حكام الخليج في القمة الخليجية إلى الاتحاد، فيجن جنون إيران مرة أخرى، فكلما خرج عاطل في المنامة قامت قنوات إيران بالدعاء والثبور على حكومة البحرين التي تقتل الناس في كل مكان!!!، وقوات الاحتلال السعودي التي تدمر المساجد والمنازل، ولا أحد يصدق إيران.
لكن الوكلاء لا بدّ أن يواصلوا المهمة للتنفيس العاطفي والسياسي عن دمشق وطهران فيقوم الحوثيون بتدمير مركز دماج في صعدة، ويقودون حركة تطهير عرقي ضد الأبرياء العزل، ويخرج محمد باقر المهري وكيل طهران في الكويت ليعلن رفضه انضمام الكويت لاتحاد دول الخليج، وينصب نفسه محاميا عن الشعب الكويتي بحجة الخصوصية فالشعب الكويتي مختلف عن شعوب الخليج.
هذه القوارض الصفوية كائنات لا يمكن لها أن تعيش في أجواء المحبة، فمثلها كمثل الخنفساء الذي يموت عندما يشم رائحة الوردة، وأفضل مبيد لهذه القوارض الصفوية هو تطهير الجسد ورفع درجة مناعته، ولن يتم ذلك إلا بالمزيد من الحب والعدالة الاجتماعية، وردم برك وبؤر الكراهية، وانتصارات السلم دائما أعظم من انتصارات الحرب، لقد قالها تنسيون ذات مرة: قوتي قوة عشرة أشخاص لأنني أملك قلبا طاهرا.
صفحة جديدة 2
__________________