يا أهل الخليج ... أغيثوا شعب الصومال
أحمد بن محمد الغامدي
قال الله تعالى: ( إنما المؤمنون إخوة )
وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
يتعرض الشعب الصومالي الشقيق إلى كارثة إنسانية رهيبة بدءاً من الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس وانتهاء بالمجاعة التي أكلت اللحم ودقت العظم ووضعت مئات الآلاف من إخواننا في صراع مع الموت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لا أجد تفسيراً لتقاعسنا وتأخرنا في نجدة إخواننا!. لماذا ننتظر حتى تتحرك المنظمات الدولية – غير الإسلامية في معظمها – والتي تستغل مثل هذه الظروف لتنشر الكفر ولإلحاد بين المؤمنين من خلال تقديم الغذاء والدواء بيد والإنجيل باليد الأخرى !!؟
إن الواجب يحتم علينا المبادرة والإسراع في نجدتهم وإغاثتهم تحقيقاً لمبدأ الأخوة الإيمانية ولقطع الطريق على أصحاب الأهداف المشبوهة أو تضييق فرص نجاحهم على أقل تقدير.
إنني أخص بهذه الدعوة أهل الخليج لما حباهم الله من الخيرات، وما فتح عليهم من الكنوز، ولوجود قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم في أكبر دولة خليجية؛ ألا وهي المملكة العربية السعودية. لذا فهذه الدول أجدر بنجدة إخوانها، مع أن المسلمين جميعاً مسؤلون عن نجدة إخوانهم وإغاثتهم.
إن الناظر في البذخ والإسراف الذي يعيشه بعض أبناء المسلمين هذه الأيام ، وبخاصة أهل الخليج يدرك مدى بعدنا عن التوجيه الرباني الذي يأمرنا بعدم الإسراف في مآكلنا ومشاربنا. خذوا – على سبيل المثال لا الحصر – الإسراف في مناسبات الزواج حيث ينتهي الأمر – في الغالب - برمي كميات كبيرة من الطعام في براميل القمامة يمكن أن ننقذ بها الآلاف من المسلمين من الموت!!. الكثير منا يُصاب بالتخمة والأمراض جراء كثرة الأكل والشرب وقد يذهب للمستشفيات للتداوي من تلك المشكلات بينما لا يجد إخواننا في الصومال ما يسدون به رمقهم ويدفعون به شبح الموت عنهم وعن ذريا تهم.
إن التبذير والإسراف بابان لشرور عظيمة، ويعظم شرّهما وخطرهما إذا اقترنا بمنكرات أخرى مثل الموسيقى والأغاني والرقص والاختلاط الذي يحدث في كثير من المناسبات، مع نسيان أو تناسي مآسي إخوانهم المؤمنين. إن هذا دليل على مدى الغفلة التي نعيشها.
يقول المولى جل في علاه: ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرّناها تدميراً )
أيننا من قوله جل وعلا: ( ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً )؟
أما ما يتعلق بنجدة إخوتنا في الصومال فأيننا من قول الله تعالى:
( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً. إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً )؟
وقوله تعالى: ( أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدعّ اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين )؟
إن سنن ربنا لا تحابي أحداً. فمالنا نعيش في هذه الغفلة والبعد عن أوامر الدين وكأن عندنا ضمان من مكر الله وعقابه!!؟. يقول تعالى: ( أفأمنوا مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ).
إنني أدعو جميع المسلمين – وبخاصة أهل الخليج – لنجدة إخوانهم استشعاراً لمقتضيات الأخوة الإيمانية وإنقاذاً لإخوانهم من الموت والمرض وأعمال التنصير التي تنشط في مثل هذه الظروف.
يا قومنا أفيقوا من غفلتكم وبادروا إلى نجدة إخوانكم واعلموا أن الأيام دُوَل. استديموا نعمة ربكم بشكره واتباع أوامره واجتناب نواهيه. يقول المولى جل في علاه: ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) ويقول تعالى : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )
إن الشعوب الإسلامية تشعر بمآسي إخوانها في، وهي شعوب كريمة ترغب في المساهمة في التخفيف من تلك المآسي ولكنها تحتاج لمن يهيئ لها السبيل من جهات رسمية ومؤسسات خيرية حتى يصل دعمها لإخوانها في أسرع وقت وبالطرق المأمونة.
لذا أدعو المسؤولين والجهات الخيرية لسرعة التحرك لنجدة إخواننا في العقيدة حتى نُرضي ربنا وتستريح ضمائرنا.
اللهم أغث إخواننا المساكين في كل مكان. اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، وأمّن خائفهم، وارحم موتاهم، وشاف مرضاهم، وسامحنا بتقصيرنا في حقهم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صفحة جديدة 2
__________________