منتدى المقالات المميزة منتدى يعني بالمقالات المميزة |
|
سقطت أكذوبة إيران مرة أخرى بعد مساعيها الحثيثة لتقسيم العالم العربي أكثر وأكثر بوضع مواطئ أقدام لها في المنطقة العربية وهدفها الاستراتيجي أصبح معلناً لا تخفيه خافية، ولا يخطئه المراقب الحصيف وهو المملكة العربية السعودية التي يحاول ملالي طهران محاصرتها من الجنوب من خلال اليمن ومن الشمال من خلال لبنان وسوريا والعراق وحتى البحرين، عن طريق ذات المسار المفضل لديهم، وهو امتطاء ظهور العملاء والمتنفعين وخلق المليشيات المتطرفة عقائدياً، والمسلحة جيداً عسكريا. والضربة هذه المرة جاءت من الداخل ذاته في جغرافية ما تسمى إيران، حيث انتفضت الشعوب هناك سواء الفارسية او الواقعة تحت الاحتلال من عرب الأحواز والأكراد والبلوش وغيرهم. ففي انتفاضة 15 نوفمبر الماضي دلالة لا لبس فيها عن سوء الأوضاع المزرية التي يعيشها الناس في داخل هذه الدولة المجرمة والخارجة عن القانون. لقد انتفضت الشعوب هناك في أكثر من 400 مدينة ومنطقة، وفي مختلف الشوارع للمدينة الواحدة بانضمام أطياف متعددة من المجتمع الواحد سواء الطلبة أو العمال أو صغار الموظفين وغيرهم. وسبب هذه الانتفاضة التي لم ينفك نظام الملالي بالقاء اللوم فيها على السعودية وحتى أمريكا وإسرائيل على أنهم المحركون لهذه الانتفاضة الكبيرة. لكنهم؛ كالذي يحاول تغطية ضوء الشمس خلف اظفره! وكأنهم لم يروا ما أعلنه المنتفضون من رجال ونساء وشبان خرجوا غاضبين ومنددين بقرار رفع سعر البنزين ثلاث أضعاف قيمته السابقة في ظل تردي الأحوال الاقتصادية، وتفشي البطالة وانهيار قيمة التومان الإيراني لأدنى مستوياته خلال العقود الأربعة الماضية. فالشعوب ثارت وأول ما حطمت هي صور المرشد الإيراني خامنئي والملالي الاخرين ثم المراكز العسكرية لاسيما مقرات قطعان التعبئة البسيج والمخابرات وغيرها من مراكز امنية وعسكرية طالتها ايديهم، وتم احراق بعضها وبعض البنوك مما يدل بشكل واضح على حقد وحنق الناس على هذه المراكز الموبوءة والتي دمرت حياتهم هناك وجعلتهم اذلاء للعسكر والبنوك ذوات الفوائد الربوية الفاحشة والتي تتجاوز العشرين في المئة سنوياً في جمهورية إيران اللا إسلامية! وبعد أن حاولت الأجهزة القمعية قمع الشعوب ونجحت لحد ما في 18 نوفمبر 2019 بعد 3 أيام من شبه انهيار لسيطرة الدولة، لاسيما في مدن فارسية مهمة مثل شيراز وأصفهان وحتى العاصمة طهران ومدن كردية ومدن أحوازية طبعا، وأبرزها مدينة معشور الأحوازية الغنية بالصناعات البتروكيميائية والميناء الذي يعد من أهم روافد الاقتصاد هناك. ولكي أبين للقارئ بعض أسباب هذه الانتفاضة، يجب الإشارة إلى فكرة ملالي طهران العدوانية في جعل منطقة الاحواز فقيرة أشد الفقر أكثر من أيام العهد البهلوي السابق لهم. ولكن نظام الملالي كان كالمجنون الذي يضرب النار على قدميه. فمنذ استيلاءه على السلطة تسلط على الموانئ الأحوازية والتي تبدأ من ميناء المحمرة على شط العرب المقابل لمحافظة البصرة العراقية إلى ميناء باب السلام (بندر عباس) عند مضيق باب السلام (هرمز). فخالف كل النظريات الاقتصادية وجعلها موانئ مستهلكة لا تخضع لصيانة أو تجديد إلا بالحد الأدنى. ثم جعل التخزين للبضائع في العاصمة طهران التي تبعد أكثر من 1500 كم عن ميناء باب السلام الذي جعلوه الميناء شبه الوحيد للحاويات في البلد فاحتاج التجار إلى أساطيل للنقل البري لتوجيه الواردات إلى العاصمة، ما يعني زيادة استهلاك المحروقات بشكل كبير جدا. هذا البلد الذي تبلغ مساحته مليون و648 الف كيلو متر مربع والمترامي الأطراف يعاني من طرق تعتبر الأسوء في العالم؛ عدا بعض الطرق في العاصمة وفي بعض المدن الفارسية. كما يفتقر البلد لشبكة قطارات حديثة رغم دخول شبكة القطارات منذ عهد الشاه رضا بهلوي في النصف الأول من القرن الماضي. فزيادة أسعار المحروقات جعلت الفقر والفاقة تزيد بين مختلف أطياف المجتمع عرقيا وجغرافيا، لاسيما وأن أرض الفرس معروفة جيولوجيا بأنها هضبة صخرية قاسية ومختلفة عن أرض الأحوازية ذات السهل الخصب والمنبسط. فزادت حتى أسعار تذاكر القطار القديمة أكثر من مرة هذا العام؛ في حين تضاعفت أجرة سيارة الأجرة والنقل. وعليه لا أتوقع ان تهدأ الأمور طويلاً في جغرافية ما يسمى إيران للأسباب التالية: ارتفاع الأسعار وبشكل جنوني والذي يتصاعد يوميا ارتفاع عدد القتلى بالمئات والجرحى بالآلاف وكذلك المعتقلين لهذه الانتفاضة عدم وجود بصيص امال لانتعاش الاقتصاد الإيراني وبالأخص خلال فترة الرئيس الأمريكي ترامب في ظل اتباعه لسياسة الحصار بالدرجة القصوى أضف لهذا كله أن عصابات ملالي طهران ولا أقول حكومة طهران، تعاملت باجرام منقطع النظير وكشفت عن أسوأ أنواع الاجرام خلال هذه الانتفاضة من قتل في الشوارع لمواطين أبرياء ومن مسافات قريبة جداً تصل لغاية متر واحد فقط طال الكثير من الجرحى والمصابين من منتفضين سلميين. ورد عليهم بعض المنتفضين باستخدام السلاح وقتل بعض السفاحين في الشوارع أيضا. وما زاد الطين بلةً اجرام نظام الملالي في حرمان الأهالي من الحصول على جثامين أبنائهم الا بعد دفع مبالغ مالية باهظة لاسر تعاني الامرين في توفير اقواتها اليومية! وكان السلاح الذي رجع كفة نظام الملالي هو قطع الاتصالات بالانترنت لاسيما وسائل التواصل الالكتروني التي اجهضت المحاولات المستميتة في نشر فضائح وفضائع هذا النظام الاجرامي القابع في طهران، وفي قطع الاتصال بين المدن وبالتالي وأد استمرارية الانتفاضة وديمومتها. أما بصيص الأمل للجميع من عرب وعجم، فلقد شاع وانتشر من بغداد العروبة وبيروت الكرامة. فمن هذين البلدين جاءت أول مقاومة عربية صريحة ضد الاحتلال الفارسي بالوكالة لكلا البلدين بثورات وطنية مجيدة تطالب بمحاسبة سراق المال العام، وبالتالي عملاء إيران من مليشيات خارجة عن القانون ومدعو السياسة والانتهاين والمتسلقين على دماء وأرزاق الشعوب. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|