بعد 27 عاماً من القطيعة الدبلوماسية
أعلنت مصر الاثنين 10-12-2007، أنها ستوفد للمرة الاولى مسؤولا الى طهران لبحث امكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ قرابة 30 عاما.
وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن موفدا رسميا من وزارته سيتوجه إلى طهران خلال الأيام المقبلة لبحث "العلاقات الثنائية" وذلك في أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول مصري إلى إيران منذ القطيعة الدبلوماسية بين البلدين عام 1980.
وقال للصحافيين إن "مساعد وزير الخارجية حسين ضرار سيتوجه إلى إيران والهند حاملا رسالتين منه إلى نظيريه الهندي والايراني تتعلقان بالعلاقات الثنائية". وأضاف أن "الجولة ستتم خلال اليومين المقبلين".
وزار بعض وزراء الخارجية المصريين طهران خلال السنوات الماضية للمشاركة في مؤتمرات واجتماعات اقليمية او دولية، كما استقبلت القاهرة اكثر من مرة مسؤولين ايرانيين من بينهم وزراء خارجية، الا انها لم تبادر من قبل الى ارسال أي موفد رسمي الى طهران للبحث في العلاقات الثنائية وسبل استئنافها.
واكد ابو الغيط ان رسالته الى نظيره الايراني منوشهر متكي "تأتي في اطار الحوار المصري - الايراني".
وسبق أن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، في 18 سبتمبر الماضي، أن القاهرة وطهران ستباشران حوارا تمهيدا لاحتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية. وقال زكي اثر محادثات جرت بين مساعد وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي ومسؤولين في وزارة الخارجية المصرية، خلال زيارة قام بها وفد ايراني الى مصر، انه "تم الاتفاق على مواصلة الحوار بين الجانبين وبالذات في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية على مستوى كبار المسؤولين ثم وزيري الخارجية".
والتقى عرقجي اثناء تلك الزيارة السفير حسين ضرار وهو المسؤول نفسه الذي سيتوجه الى طهران.
يذكر ان طهران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1980 بعد الثورة الاسلامية، احتجاجا على استقبال مصر لشاه ايران المخلوع ولاعتراف القاهرة باسرائيل. واستقبلت مصر بعد قيام الثورة الاسلامية شاه ايران السابق علي رضا بهلوي الذي دفن بعد وفاته في مقبرة اسرة محمد على في مسجد الرفاعي بالقاهرة.
ومنذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تقوم في كل منهما شعبة لتمثيل مصالح البلد الاخر.
وكانت القاهرة حتى مطلع القرن الحالي ترفض استئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران، بسبب شكوكها في دعم ايران للحركات الاسلامية المتطرفة بما فيها الجماعات المسلحة التي نشطت في مصر في تسعينات القرن الماضي. وطالبت مصر مرارا بازالة اسم خالد الاسلامبولي، قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981، عن احد شوارع طهران كشرط مسبق لأي محادثات حول تطبيع العلاقات.
واعربت مصر اخيرا عن قلقلها من تنامي النفوذ الايراني في المنطقة وخصوصا في العراق الا انها, مثل دول خليجية اخرى من بينها السعودية اكدت معارضتها لاي عمل عسكري ضد ايران وطالبت بإلحاح بحل سياسي لأزمة الملف النووي الايراني محذرة من انعكاسات خطيرة لاي نزاع عسكري جديد في المنطقة.
وفي دبسمبر الجاري، اعلنت وزارة التجارة والصناعة المصرية ان مصر تبحث امكانية استيراد القمح الايراني, في مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين. كما أكد وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد أن "الفترة المقبلة ستشهد بدء مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين مصر وايران".
صفحة جديدة 2