قصه قصيره ((واقعيه)) ليس لها نهايه حتى الساعه
أذن الله و قد حملت فيه أشهر , كان جنيناً يتحرك بداخلها .. يؤنسها من قبل مجيئه إليها .. تشعر به و يشعر بها , و هي تنتظر رؤية ذلك الجنين وليداً أمام عينيها ترضعه الحب و الحنان و تمنحه الدفء المكنون داخلها إلى أن تراه بين ذراعيها يتحرك .
تداعبه و تضع كفيه الصغيرين على فمها الحنون و تقبل أصابعه الصغيرة إصبعاً إصبعاً
و يتبسم لها و البراءة تملأ عينيه الحلوتين …
فوصاله بها يزداد يوماً بعد يوم , و هي تشتاق أكثر لتلك اللحظات الجميلة , فقد انتظرت أشهر و الأشهر تحمل أيام و الأيام تحمل ساعات و الساعات تحمل دقائق .. فكم له من وقتٍ طويل و هي تراقبه يوماً بعد يوم , فمر الوقت و قد بدأ العد التنازلي لتلك الأيام و الساعات حتى يصبح هذا الوقت الطويل بضعة دقائق فقط , و أتت ثواني الجهد و النزاع و ما بقيَ سوى صراعُ بعض اللحظات ليخرج هذا الجنين المنتظر ..
فيجئ صبياً جميلاً يملأ الدنيا بهجةً و سعادة من حولها , و لكنها لا تعلم أن تلك الصبي سوف يملأ أيضاً الدنيا بهجةً و سعادة و فرحةً كبيرة دائمة من حول صبية مازالت في علم الغيب ..
فهذا الوليد الرقيق سُميَ (****) … أتى **** و أتى معه كل شئٌ جميل ..
وقد رأته هذه المشتاقة له كثيراً و حملته بين ذراعيها بالفعل كما تمنت و عايشت معه ما انتظرت من لحظات دافئة مكنونة .. و تمر الأيام و يكبُر((****)) ذلك الطفل الوديع الرقيق و تراه يلعب و يركض من حولها , فهو ليس كبقية الأطفال بل هو أحلى الأطفال و أرقهم قلباً , فهو كزهرة صغيرة مغمضة الأوراق في بستان كلما كبُرت و تفتحت ازدادت جمالاً و أصبح عطرها أكثر جاذبية .. فعطره الفواح يبعث رائحته إلى أبعد الحدود .. فهو صغير و رقيق لا يدرك أن عطره الفواح سوف تلتقطه تلك الصبية التي مازالت في علم الغيب و لم تأتي إلى الدنيا و إلى دنياه .. الذي سيتوج رأسها بحبه .
و تمر الأعوام و يكبر هذا الطفل الجميل و يجيء يوم ميلاده للسنة الخامسة من مجيئه و هو يزال أحلى الورود في البستان بل يزداد جمالاً و جاذبية , و يمر يوم و يومين و ثلاثة و أربعة أيام و في اليوم الخامس او السادس وربما السابع تأتي وليدة جديدة تخرج إلى الحياة و تسمى ((****)).. و لا يعلم ((****)) أن الفتاة التي سوف يعشقُها و تعشقه قد جاءت إلى الدنيا لتدخل دنياه بعد عدة أعوام ……
كانت هذه الطفله وردة ربيعه انارت هذا الكون بجمالها الخلاب واذهلت من رأها فلن يجد وصفا لجمالها الا في كلمة واحد ((ملاك)) كانت ملاك بوجه صبوحي ولمعان عينيها كان يثير شغف امها التي صرخت وقالت((كيف يخرج من احشائي هذا الجمال)).
كانت هادئه لطيفه في لعبها وكلامها وصوتها كصوت عصفور ينشد نشيد الصباح قبيل الفجر آذن بقدون يوم جديد ((والوصف هنا يقف عاجزا عن ان يزيد))
و تجري السنون و يكبران الاثنان و لا يعلمان أنهما سيكونا أجمل و أقوى عاشقان .. …
حتى يصبح هذا الطفل الجميل شاباً يافعاً أصبح جسده تملأهُ الفورة و مازال لا يعلم بوجود تلك الفتاة التي قدرها الله أن تدخل و تعيش و يغلق عليها داخل قلبه الحنون الدافئ ..
و لا تزال هي الأخرى لا تعلم بوجود الشاب الذي تحلم به عاشقاً لها و ترتب له صفات تتمنى أن تجدها فيه و تعطيه كل الحب و يعطيها أغلى الحب ..
يصبح الشاب في ((****)) من عمره وتمر بعض الشهور و قليل من الأيام ليشاء الله أن يعلم كل منهما بوجود الآخر على الرغم من اختلاف المكان و الزمان , و لكنها قدرة الله تعالى.. فيتعارفان و يتلائمان ليمثل كل منهما حياة الآخر و يتبادلان القلبان ليصبحان حبيبان..
و بالفعل أتى وقت التقاط الفتاة عطر هذا الشاب الذي لم يفقده من الصغر إلى أن جاءت إلى دنياه و توجها بتاج مرصعاً بأغلى الماسات , نزعها من قلبه الثمين و رصع بها التاج ليصبح كل ما بداخله لها وحدها .. فهم سبع ماسات , ماسة حنان و ماسة رقه و ماسة دفء و ماسة صدق و ماسة إخلاص و ماسة وفاء و تتوسطهم ماسة الحب .. الماسة التي يفتقدها العشاق و يبحثون عنها فهي واحدة فقط في العالم بأسره , ليتني أخبرهم واحداً بعد الآخر بأن لن يبذلوا الجهد للعثور عليها فلن يجدوها , فقد أخذتها ((****))من قلب أغلى البشر لديها فكيف تفرط فيها !!
وقد تشرف هذا المحب ان يكون هو ((فقط هو)) من شرف يتزين اجمل وارق القلوب في الدنيا بهذه الماسات رغم انها هي من زيتن قلبه بجوهرة رائعه تحمل جميع مزايا تلك الجواهر فقد كانت زمردة غاليه ((كأنها الغرااام)) بعينه
عشق كل منهما الآخر عشق لا ينتهي , يزيد و يكبر يوماً تلو الآخر .. يشعر بأنها جانبه و تشعر بأنه جانبها, يشعران بحرارتهما سوياً و لكنهم لم يروا بعض.. كم يشتاااااااااااااق إلى لمستها و كم تشتااااااااااااااق إلى لمسته الناعمة الحنونة .. فقد وهب لها قلبه و نفسه فجاء دورها لتمنحه نفسها فقد وجدت فيه أكثر مما تمنت , فلن تجد مثله أحداً قط يملأ حياتها و قلبها و تمنحه كل الحب و الإخلاص ..
تمر بينهم الساعات كالثواني .. لم يشعروا بالوقت و هما سوياً يتحابان يتبادلان المشاعر الرقيقة .. لكنهم يشعرون بطيلته المريرة في انتظارهم اللقاء الذي يجمع بينهما و يتلامسان .. ياله من انتظار عصيب تزيد الأشواق فيه لهيباً كلما مرت الأيام بينهما..فالوقت كالضيف الثقيل .. أصبحوا لم يطيقوا انتظار رحيله ..
كم يكرهان أن يذل الوقت حبهما , و لكن الله قد شاء أن يتعارفان و هو القادر على ذبح ذلك الوقت .. و يقدر اللقاء الذي ينتظرانه .. فمتى يجئ الوقت
صفحة جديدة 2