يُعدّ
الصرع من الأمراض العصبية المزمنة التي تتطلب علاجًا متخصصًا، ويقوم طبيب المخ والأعصاب بعلاجه عبر خطوات متعددة تشمل التشخيص الدقيق وتحديد نوع الصرع واختيار العلاج المناسب. إليك التفاصيل:
1. التشخيص الدقيق:
التاريخ المرضي:
يُجري الطبيب مقابلة مفصلة مع المريض أو أسرته لمعرفة طبيعة النوبات (مدة تكرارها، الأعراض المصاحبة، المحفزات مثل الإجهاد أو الأضواء).
الفحص العصبي: لتقييم الوظائف العصبية مثل ردود الأفعال، التوازن، والقوة العضلية.
الفحوصات التصويرية:
رسم الدماغ (EEG): لرصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ.
MRI أو CT scan: للكشف عن أي تشوهات هيكلية في الدماغ (كتورم، أورام، أو ندبات).
2. تحديد نوع الصرع:
الصرع أنواع (مثل الصرع العام، الجزئي، أو غيره)، ويختلف العلاج حسب النوع. بعض الحالات تكون وراثية، بينما أخرى ناتجة عن إصابات أو
التهابات.
3. العلاج الدوائي:
الأدوية المضادة للصرع (AEDs): مثل:
كاربامازيبين (Carbamazepine) للصرع الجزئي.
فالبروات الصوديوم (Sodium Valproate) للصرع العام.
لاموتريجين (Lamotrigine) أو ليفيتيراسيتام (Levetiracetam).
يُختار الدواء بناءً على نوع النوبات، العمر، والآثار الجانبية. قد يحتاج المريض لتجربة عدة أدوية قبل الوصول للأنسب.
4. العلاجات غير الدوائية:
النظام الغذائي الكيتوني: (غني بالدهون، منخفض الكربوهيدرات) يُستخدم أحيانًا للأطفال الذين لا يستجيبون للأدوية.
تحفيز العصب الحائر (VNS): جهاز يُزرع تحت الجلد لتحفيز العصب الحائر وإيقاف النوبات.
الجراحة: في الحالات المقاومة للعلاج، مثل:
استئصال جزء من الدماغ المسبب للنوبات (إذا كان واضحًا ولا يؤثر على وظائف حيوية).
التحفيز العميق للدماغ (DBS).
5. المتابعة المستمرة:
تعديل جرعات الأدوية حسب الاستجابة.
مراقبة الآثار الجانبية (مثل الدوخة، زيادة الوزن، أو الاكتئاب).
نصائح للمريض: تجنب المحفزات (كالحرمان من النوم، الكحول، الأضواء الساطعة في بعض الأنواع).
6. التعامل مع الحالات الطارئة:
في النوبات الطويلة (Status Epilepticus) يُعطى المريض أدوية سريعة المفعول مثل لورازيبام (Lorazepam) عبر الوريد.
7. التوعية والدعم النفسي:
تثقيف المريض وأسرته حول التعامل مع النوبات.
دعم نفسي لتحسين جودة الحياة، خاصة في الحالات المزمنة.
الخلاصة:
الهدف الرئيسي هو السيطرة على النوبات بأقل آثار جانبية، وقد يتطلب الأمر تكيف العلاج مع الوقت. بعض المرضى يصلون لمرحلة الشفاء التام، خاصة الأطفال الذين قد "يتخلصون" من الصرع مع التقدم في العمر.