الحكاية الشعبية الفلسطينية
طلب يا عرب طلب
باقي هالزلمة اله سبع أولاد، وها البنت. ماتت مرته، وبعد سنتين هو مات، صارت البنت تربي فيهم تصاروا زلام، وكبروا. لما كبروا، صارت تقلهم: يا أخوتي بدي افرح فيكم، كل واحد يشوفله بنت حلال يعيش هو وياها. وبعدين كل واحد شافلة وحده باكيين جايبتهم امهم ورا بعظ. وقالوا: يوم الجمعة الجاي العرس، والله اجت الجمعة، ودخلوا هالولاد وقطعت البنت حالها من كثر ما رقصت، والله وقعدوها في غرفة لحالها، وصاروا كلهم يروحوا عليها، ويلاقوا أكل وفواكه، لكن انو اللي انغاظ من هالشي نسوانهم، قالن :هذي بدها تظل ملاهية جيزانا عنا، تعالن تندبرها.
والله في الليل اتجمعن وسوين حالهن زعلانات، لما روحوا جيزانهن سألوهن شو مالكن؟ وبدين يعيطن، صاروا يقولوا: شو صاير؟ قالت وحدة فيهن: بدناش أخرى نعيط والشباب طايحة طالعة على أختكم! قالوا: هذا مش معقول، والله أول يوم قعد الكبير ينظر الدار، مجاش ولا واحد، ثاني يوم قعد الزغير ما شافش حدا، وظلوا كل يوم يقعد واحد، في الأخير ما شافوش حدا فقالوا: هذي لعبة من النسوان، لكن بدهن يدبرن خطة غيرها.
اتفقن مع بعظهن، ولما أجوا المغرب، قلن: طلاقنا كوم وأختكم أتظل في هالدنيا كوم، فقالوا: شو بدنا نسوي؟ قلن: والله انتوا حرين، والله قالوا: يا لله روحوا تنروح نشم الهوا، واخذوا البنت معهم، والله وركبوها على الناقة تنهم ابعدوا، والبنت سهت عينها ونامت، وهم يخلوها نايمة وينسحبوا من محلهم ويروحوا، واخذوا دم هلخروف وقالوا: للنسوان قتلناها، وانبسطن النسوان. بنرجع للبنت، والله ظلت نايمة لوجه الصبح فقيرة من التعب، ولما قامت لاقت أيدها والحصيرة، قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم، والله من بعيد إلا هالدار، مشت شوي وقعدت قريبة من الدار، شفنها نسوان صاحب الدار، إلا هي مثل القمر من كثر ما هي نشطة، راحت قالت إلها وحدة فيهن: روحي انصرفي فكي عنا بقلك الشيخ، قالت: مش رايح، رجعت المرة وقالت لجوزها: مش راظية تروح، ودا العبد (الخدام) قال الخدام: بقولك سيدي تفظلي عندنا، والله راحت مع الخدام وقعدت هناك ثلاثة تيام وثلث، وبعدين سألوها من أين أنتي؟ قالت: أنا مقطوعة وخرفتهم القصة. قال الأمير: بدك تتجوزي يابنت على سنة الله ورسوله. قالت: بتجوز، والله كسالها وسيغلها وحناها وثاني يوم اتجوزها على سنة الله ورسوله.
خلفت ولد مثل القمر واتفقوا يسموه طلب. كبر طلب وصار عمره اربعطعشر سنة، غارن منه نسوان أبوه واتفقن يظيعنه، قلن لأولادهن: بدكم اتظيعوه وتقتلوه. الولد بتصعب عليه يخالف أمه،راحوا على أبوهم وقالوا: يابا خلي طلب يروح معنا على الصيد، قال الهم: طلب صغير بقدرش يروح، أخر أشي قلهم أبوهم: إذا أمه بتوافق خليه يروح.والله راحوا على أمه وقالوا إلها: خلي طلب يروح معنا على الصيد، قالت: طلب صغير وأنا مليش غيره، ظلوا يقنعوا فيها في الأخير قالت: روح بس ديروا بالكم عليه. والله راح الولد معهم، لما صاروا هناك نام الولد نوم غميك، قال واحد من الولاد: بدنا نقتله، قال الصغير: والله إذا قتلتوه لأقول لبوي، والله خافوا وروحوا، ولما صبح وجه الصبح قام الولد من النوم، وظل يمشي تنه لاقى هالمغارة مظوية بحّر فيها إلا فيها بنت بتمشط في شعرها، قلها: شو بتسوي هان؟ قالت: ييي يا خايب هلكيت بيجي الغول وبوكلك. والله باقي الغول ميكل البلد ومش ظايل غير هالبنت، وبده يتجوزها، وهي تقله اليوم وبكره وبتركن فيه، مشان اتدبر حالها وتفقس، والله وبعدين باقي الغول معلمها السحر سحرت الولد ابره في صدرها ولما أجا الغول الرعية، قعد وقال: باقي ريحة انس، قالت: لا انس منك وفي ذيالك، وقالها: بدنا نتجوز قالت: بدنا حليب من الناقة وأشرت له عليها، وباقية هذي الناقة مجنونة. وظل الغول يطارد وراها تنه زقطها لكن مات من التعب، وباقي هذا الغول ميقتلش غير سيفه، وراح الغول تنه يحلب، وأعطت السيف لطلب، وقالت: روح اقتله وان قلك ثني، قله: ما علمتنيش أمي، والله وهناك مطمل راسه راح طلب ظربة بالسيف إلا هو قاتله، واخذوا هالحوش من الغنم والبقر، وبعدين راحوا وظلوا يمشوا تغابت الشمس عليهم، قالوا: بدنا إنام، والله طلب نام وهي ظلت قاعدة، سمعت هالخيل جاية من بعيد، وقفوا وصاروا يتوشوشو، ويقولوا: خليهم للصبح، والله نام الحرمية، وهي نص الليل نبهت طلب وساقوا هالحوش وظلوا رايحين، والصبح قام الحرمية لاقوا ايديهم والحصيرة، ولحقوا طلب والبنت اللي معاه، ولما شافهم بلاحقوا فيه بدا يحارب فيهم وباقي معاه سيف الغول وهذا ماظي كثير، والله قتلهم كلهم تظل منهم واحد قال: دخيلك خليني معاك، أنا خدامك، والله شفق عليه ودشره، لكن البنت باقية فصحة قالت: اقتله والا بغدرك، والله ما ردش عليها وظلوا ماشيين تصاروا بعيدين عن البير ميتين متر ونصبوا بيت هالشعر، راح طلب والخدام تنهم يسقوا الحوش، قال طلب للحرامي طيح أنت قله: أنا ثقيل وبتقدرش ترفعني، والله طلب راح وظل يملي تنه سقى كل الحوش، وهلقيت بده يطلع ظل يرفع فيه في نص البير وقطع الحبل فيه، وقله: مثل ما أريت خرف. وذبح هالسخل، ورمى الجلد على باب هالبير، وراح قلها اطبخيه سألته عن طلب، قلها: بدريش وين راح، والله طبخت هالسخل تاتعشوا ونام الزلمة، أما هي مانامتش، ظلت تمشي تنها وصلت البير، نادت عليه طلب، قال: نعم أخذت نص الحبل وصارت تقطم من الجلد وتربط وظلت ترفع تنها رفعته وطلع، راحوا على الخيمة إلا هو نايم، خشت طالت السيف وقالت: اقتله، والله اخذ السيف وعبر دكه بالسيف، قال: دخيلك، قله: أمنتك أول مرة، وظربه بالسيف وقتله.
ورحلوا ظلوا يمشوا تنهم قربوا على بلدهم ونصبوا خيمة هناك، وصار يرعى الغنم ويرجعوا على بيت الشعر، والله يوم من الأيام قال للبنت: روحي ودي للمرة هذيك طبيخ ولحم، وتقعد البنت عند المرة وانبسطت للبنت وصارت تسمعها تحكي، وبعدين ذبح هالذبيحتين وعزم كل الحمولة وأخوته شيوخ البلد، واتعشوا وبعد ما اتعشوا الناس وروحوا بدهم أبوه وأخوته يروحوا، قال: خليكم انتو بعدين بتروحوا مشان نسهر مع بعظنا، والله قعدوا وقالوا انو اللي بده يخرف المحلي وألا الظيف، قالوا: الخراف على المحلي، والله وخرف طلب القصة من يوم جابته أمه لهذا اليوم، عرفه أبوه وصار يبوس فيه ويصيح (طلب يا عرب طلب)، والله أخوته صاروا يعيطوا وقالوا: شوما بدك يا اخونا سوي فينا، والله، قال: وين أمي؟ جابوا أمه وهي عجزانة، والله مسح على عينها وكامت فتحت، وسوا حفلة ليش يرجع طلب، وطلق شيخ العرب نسوانه وظل طلب وأمه، هلقيت بده يتجوز طلب على البنت، والله كسولها وسيغولها وبعد جمعة يكملوا العرس. والله اتجوز طلب وقامت هالافراح والليالي الملاح وأكلنا من اقراهم وادينا ودشرناهم.
مساهمات طلابية-جامعة النجاح الوطنية-فلسطين