كتابة عُمر طاهر أشبه بالطبق الشعبي الذي تحتكر سر صنعته أسرة معينة، رغم أن مقاديره معلومة للجميع؛ لكنه لا يخرج من يد أحد بنكهة تشبه نكهة تلك الأسرة أبدًا. هي رائحة الأطباق المصنوعة بحب وإتقان، لا يملك متذوّقها إلا أن يقول “سلمت يداك”
ما يقدمه
عمر طاهر في كحل وحبهان هو نوع من الدفء والبساطة التي تتوقع كاتبها جالسًا معك على بساط أرضي ولا تتخيله أبدًا مُطلًا عليك من شاشة قناة ثقافية يتشدق بجمل ضخمة تبدو في ظاهرها بليغة؛ لكنها في باطنها مجوفة فارغة، حتى وإن كنت مصريًا ولم تغادر مصر ولو لنصف ساعة ستكتشف أنك ترى مصر بثقافتها وتراثها الشعبي وأجوائها الأسرية المُحبة لأول مرة.
“كحل وحبهان” هي العمل الروائي الأول (والأخير حتى الآن) لعمر طاهر، يمكنك استنشاق رائحة عمر طاهر في أي عمل يكتبه أو يقدمه حتى وإن كانت تجربته الأولى؛ لكنه استطاع أن يجعلها متفرّدة وتحمل بصمته الخاصة وليست نُسخًا من روايات عربية أو عالمية لكتاب كبار.