منتدى ابرق الرغامة - حريق الفجر يلتهم 4 مبان في جدة التاريخية

تواصل فرق الدفاع المدني بجدة البحث عن جثث ضحايا قد تكون مطمورة تحت أنقاض مبنى انهار بشكل كامل نتيجة حريق هائل شب فجر أمس في أربع عمارات بالمنطقة التاريخية في جدة.
وكان أهالي حارة المظلوم بالمنطقة التاريخية في وسط جدة "البلد" قد استيقظوا قبيل فجر أمس على دوي هائل وأصوات استغاثة، فيما كانت النيران تشتعل بضراوة في أحد المباني القديمة بالحارة، تعود ملكيته إلى آل باعشن.
وإثر ذلك تم استدعاء الدفاع المدني، الذي باشر الحريق بالعديد من فرق الإطفاء والإنقاذ حيث أخلى كامل المباني المجاورة والمبنى المحترق، الذي انهار بالكامل بعد وقت وجيز من إخلائه من بقية السكان، الذين فر معظمهم من المبنى بعائلاتهم كونهم من مجهولي الهوية، فيما لا تزال فرق الإطفاء والإنقاذ تؤدي عملها في الموقع حتى مساء أمس. كما تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض تحسبا لوجود محتجزين أو جثث أسفل المبنى المنهار.
ووفقا للناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله بن محمد العمري، فقد تلقت غرفة العمليات بجدة بلاغا عن وقوع حريق في عمارة بالمنطقة التاريخية بحي البلد "حارة المظلوم". وأضاف أنه تبين بعد الوصول إلى الموقع أن الحريق نشب في أربع عمائر متلاصقة مكونة من أربعة طوابق، وتقع على مساحة تقدر بنحو 600 متر مربع، وجميعها مشيدة بالحجر المنقباني ومسقوفة بخشب القندل.
وعزا العمري سرعة انتشار النيران في المباني الأربعة إلى وجود الرواشين الخشبية المتلاصقة، التي سهلت انتقال النيران وامتدادها بشكل سريع جدا، حيث انتشرت النيران في بادئ الأمر بالعمارة الغربية ومن ثم إلى الجزء العلوي من العمارة الملاصقة لها.
وأضاف العمري أن المباني يقطنها عائلات إفريقية، وأنه تم إخلاء من تبقى منهم قبل وصول فرق الإنقاذ، فيما طوق الحريق من أسطح المباني المجاورة حيث عزلت منطقة الحريق ومنع امتدادها إلى بقية المواقع المجاورة مع إخلاء كامل المباني المجاورة التي يقطنها عشرات من العائلات.
وحول أسباب الحريق، أوضح العمري أن الموضوع أحيل لجهة الاختصاص لوجود دعوى مقدمة من صاحب العمائر المتضررة.
من جانب آخر، حمل عدد من ملاك المباني التاريخية بمنطقة البلد الأمانة مسؤولية تأخير إطلاق مشروع الملك عبد العزيز الخاص بتطوير المنطقة التاريخية، إضافة لتأخير إجراءات الحصول على تراخيص إعادة الترميم في حال رغبة المالك ذلك.
وقال الدكتور نبيه عبد الرحمن باعشن، وأسامة باجنيد، إن ما يحصل من تكرار لحوادث الحرائق بالمنطقة التاريخية يعود في الأساس إلى عدم وجود تنسيق بين الملاك والجهة المختصة بالأمانة، وإنه في حال رغبة أحد الملاك الترميم فإن ذلك يتطلب إجراءات مطولة لإتمام ذلك.
وأكد باعشن أن المنطقة كانت في فترة سابقة مهيأة لأن تكون أشبه بالمدينة الأثرية التي تستقطب السياح، وفي ذات الوقت تتم المحافظة على مكتسباتها التاريخية إلا أن افتقاد الخدمات التي تعنى بالسلامة في الغالب حال دون ذلك. كما أن المستأجرين يعمدون عادة إلى تسكين آخرين معهم من أبناء جلدتهم بعد توقيع العقود مع مالك المبنى أو من ينيبه مما يجعل تلك المباني مكتظة بالسكان.
وطالب باجنيد بأن يكون هناك مكتب خدمات خاص بالمنطقة التاريخية، يقوم بوكالة جزئية عن الملاك لتسهيل إجراءات الترميم ومتابعة شؤون المباني التي تتناقص أعدادها بشكل تدريجي بعد كل حادث حريق جراء انهيارها.

منقول